الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بلط ]

                                                          بلط : البلاط : الأرض ، وقيل : الأرض المستوية الملساء ، ومنه يقال : بالطناهم أي نازلناهم بالأرض ، وقال رؤبة :


                                                          لو أحلبت حلائب الفسطاط عليه ، ألقاهن بالبلاط .



                                                          والبلاط ، بالفتح : الحجارة المفروشة في الدار وغيرها ، قال الشاعر :


                                                          هذا مقامي لك حتى تنضحي     ريا ، وتجتازي بلاط الأبطح .



                                                          وأنشد ابن بري لأبي دواد الإيادي :


                                                          ولقد كان ذا كتائب خضر     وبلاط يشاد بالآجرون .



                                                          ويقال : دار مبلطة بآجر أو حجارة . ويقال : بلطت الدار ، فهي مبلوطة إذا فرشتها بآجر أو حجارة . وكل أرض فرشت بالحجارة والآجر بلاط وبلطها يبلطها بلطا وبلطها : سواها ، وبلط الحائط وبلطه كذلك . وبلاط الأرض : وجهها ، وقيل : منتهى الصلب من غير جمع . يقال : لزم فلان بلاط الأرض ، وقول الراجز :


                                                          فبات ، وهو ثابت الرباط     بمنحنى الهائل والبلاط .



                                                          يعني المستوي من الأرض ; قال : فبات يعني الثور وهو ثابت الرباط أي ثابت النفس ، بمنحنى الهائل يعني ما انحنى من الرمل الهائل ، وهو ما تناثر منه . والبلاط : المستوي . والبلط : تطيين الطانة ، وهي السطح إذا كان لها سميط ، وهو الحائط الصغير . أبو حنيفة الدينوري : البلاط وجه الأرض ، ومنه قيل : بالطني فلان إذا تركك أو فر منك فذهب في الأرض ، ومنه قولهم : جالدوا وبالطوا ، أي إذا لقيتم عدوكم فالزموا الأرض ; قال : وهذا خلاف الأول ; لأن الأول ذهب في [ ص: 142 ] الأرض وهذا لزم الأرض ، وقال ذو الرمة يذكر رفيقه في سفر :


                                                          يئن إلى مس البلاط ، كأنما     براه الحشايا في ذوات الزخارف .



                                                          وأبلط المطر الأرض : أصاب بلاطها ، وهو أن لا ترى على متنها ترابا ولا غبارا ، قال رؤبة :


                                                          يأوي إلى بلاط جوف مبلط .



                                                          والبلاليط : الأرضون المستوية من ذلك ، قال السيرافي : ولا يعرف لها واحد . وأبلط الرجل وأبلط : لزق بالأرض . وأبلط ، فهو مبلط ، على ما لم يسم فاعله : افتقر وذهب ماله . وأبلط ، فهو مبلط إذا قل ماله . قال أبو الهيثم : أبلط إذا أفلس فلزق بالبلاط ، قال امرؤ القيس :


                                                          نزلت على عمرو بن درماء بلطة     فيا كرم ما جار ويا كرم ما محل !



                                                          أراد فيا كرم جار على التعجب . قال : واختلف الناس في بلطة ، فقال بعضهم : يريد به حللت على عمرو بن درماء بلطة أي برهة ودهرا ، وقال آخرون : بلطة أراد داره أنها مبلطة مفروشة بالحجارة ويقال لها البلاط ، وقال بعضهم : بلطة أي مفلسا ، وقال بعضهم : بلطة قرية من جبلي طيء كثيرة التين والعنب ، وقال بعضهم : هي هضبة بعينها ، وقال أبو عمرو : بلطة فجأة . التهذيب : وبلطة اسم دار ، قال امرؤ القيس :


                                                          وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة     فإن لها شعبا ببلطة زيمرا .



                                                          وزيمر : اسم موضع . وفي حديث جابر : عقلت الجمل في ناحية البلاط ; قال : البلاط ضرب من الحجارة تفرش به الأرض ثم سمي المكان بلاطا اتساعا ، وهو موضع معروف بالمدينة تكرر ذكره في الحديث . وأبلطهم اللص إبلاطا : لم يدع لهم شيئا ، عن اللحياني . وبالط في أموره : بالغ . وبالط السابح : اجتهد . والبلط : المجان والمتحزمون من الصوفية . الفراء : أبلطني فلان إبلاطا وأخجاني إخجاء إذا ألح عليك في السؤال حتى يبرمك ويملك . والمبالطة : المجاهدة ، يقال : نزل فبالطه أي جاهده . وفلان مبالط لك أي مجتهد في صلاح شأنك ; وأنشد :


                                                          فهو لهن حابل وفارط     إن وردت ، ومادر ولائط
                                                          لحوضها وماتح مبالط .



                                                          ويقال : تبالطوا بالسيوف إذا تجالدوا بها على أرجلهم ، ولا يقال تبالطوا إذا كانوا ركبانا . والتبالط والمبالطة : المجالدة بالسيوف . وبالطني فلان : فر مني . والبلط : الفارون من العسكر . وبلط الرجل تبليطا إذا أعيا في المشي مثل بلح . والتبليط عراقية ، وهو أن يضرب فرع أذن الإنسان بطرف سبابته . وبلط أذنه تبليطا : ضربها بطرف سبابته ضربا يوجعه . والبلط والبلط : المخراط ، وهو الحديدة التي يخرط بها الخراط ، عربية ; قال :


                                                          والبلط يبري حبر الفرفار .



                                                          والبلوط : ثمر شجر يؤكل ويدبغ بقشره . والبلاط : اسم موضع ; قال :


                                                          لولا رجاؤك ما زرنا البلاط ، ولا     كان البلاط لنا أهلا ، ولا وطنا .



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية