الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فوم ]

                                                          فوم : الفوم : الزرع أو الحنطة ، وأزد السراة يسمون السنبل فوما ; الواحدة فومة ; قال :


                                                          وقال ربيئهم لما أتانا بكفه فومة أو فومتان

                                                          والهاء في قوله بكفه غير مشبعة . وقال بعضهم : الفوم الحمص ، لغة شامية ، وبائعه فامي مغير عن فومي ، لأنهم قد يغيرون في النسب كما قالوا في السهل والدهر : سهلي ودهري . والفوم : الخبز أيضا . يقال : فوموا لنا أي اختبزوا ; وقال الفراء : هي لغة قديمة ، وقيل : الفوم لغة في الثوم . قال ابن سيده : أراه على البدل . قال ابن جني : ذهب بعض أهل التفسير في قوله عز وجل : وفومها وعدسها إلى أنه أراد الثوم ، فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء ، قال : والصواب عندنا أن الفوم الحنطة وما يختبز من الحبوب . يقال : فومت الخبز واختبزته ، وليست الفاء على هذا بدلا من الثاء ، وجمعوا الجمع فقالوا فومان ; حكاه ابن جني ، قال : والضمة في فوم غير الضمة في فومان ، كما أن الكسرة التي في دلاص وهجان غير الكسرة التي فيها للواحد والألف غير الألف . التهذيب : قال الفراء في قوله تعالى : وفومها قال : الفوم مما يذكرون لغة قديمة ، وهي الحنطة والخبز جميعا . وقال بعضهم : سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون فوموا لنا ، بالتشديد ، يريدون اختبزوا ; قال : وهي في قراءة عبد الله وثومها ، بالثاء ، قال : وكأنه أشبه المعنيين بالصواب ، لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل ، والعرب تبدل الفاء ثاء فيقولون جدف وجدث للقبر ، ووقع في عافور شر وعاثور شر . وقال الزجاج : الفوم الحنطة ، ويقال الحبوب ، لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفوم الحنطة ، وسائر الحبوب التي تختبز يلحقها اسم الفوم ، قال : ومن قال الفوم هاهنا الثوم ، فإن هذا لا يعرف ، ومحال أن يطلب القوم طعاما لا بر فيه ، وهو أصل الغذاء ، وهذا يقطع هذا القول ، وقال اللحياني : هو الثوم والفوم للحنطة . قال أبو منصور : فإن قرأها ابن مسعود بالثاء فمعناه الفوم وهو الحنطة . الجوهري : يقال هو الحنطة ; وأنشد الأخفش لأبي محجن الثقفي :


                                                          قد كنت أحسبني كأغنى واحد     نزل المدينة عن زراعة فوم


                                                          وقال أمية في جمع الفوم :


                                                          كانت لهم جنة إذ ذاك ظاهرة     فيها الفراديس والفومان والبصل


                                                          ويروى : الفراريس ; قال أبو الإصبع : الفراريس البصل . وقال ابن دريد : الفومة السنبلة ، قال : والفامي السكري ، قال أبو منصور : ما أراه عربيا محضا . وقطعوا الشاة فوما فوما أي قطعا قطعا . والفيوم : من أرض مصر قتل بها مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية