الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية التاسعة والعشرون قوله تعالى : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } . فيها ثلاث مسائل : [ ص: 550 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : روي عن ابن عباس أن جماعة من اليهود كانوا يأتون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهدونهم في نفقة أموالهم في الدين ، ويخوفونهم الفقر ، ويقولون لهم : لا تدرون ما يكون ; فأنزل الله تعالى فيهم : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } الآية كلها .

                                                                                                                                                                                                              وقد قدمنا في سورة آل عمران بيان البخل قال جماعة من العلماء : المعنى أنهم بخلوا بأموالهم ، وأمروا غيرهم بالبخل . وقيل : بخلوا بعلم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة ، وتواصوا مع أحبارهم بكتمه ، فذلك قوله تعالى : { ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } ، وهي

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية .

                                                                                                                                                                                                              وقيل وهي

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : يكتمون الغنى ويتفاقرون للناس ، ليس عندنا وعندهم ، ليس معنا ومعهم ، وذلك حرام . وقد قال الله تعالى : { وأما بنعمة ربك فحدث } . وإن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية