الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فيص ]

                                                          فيص : ابن الأعرابي : الفيص بيان الكلام . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : كان يقول في مرضه : الصلاة وما ملكت أيمانكم ، فجعل يتكلم وما يفيص بها لسانه أي ما يبين . وفلان ذو إفاصة إذا تكلم أي ذو بيان . وقال الليث : الفيص من المفاوصة ، وبعضهم يقول مفايصة . وفاص لسانه بالكلام يفيص وأفاصه : أبانه . والتفاوص : التكالم منه انقلبت واوا للضمة ، وهو نادر ، وقياسه الصحة . وأفاص الضب عن يده : انفرجت أصابعه عنه فخلص . الليث : يقال قبضت على ذنب الضب فأفاص من يدي حتى خلص ذنبه وهو حين تنفرج أصابعك عن مقبض ذنبه ، وهو التفاوص . وقال أبو الهيثم : يقال قبضت عليه فلم يفص ولم ينز ولم ينص بمعنى واحد . قال : ويقال والله ما فصت كما يقال : والله ما برحت ; قال ابن بري : ويقال في معناه استفاص ; قال الأعشى :


                                                          وقد أعلقت حلقات الشباب فأنى لي اليوم أن أستفيصا



                                                          قال الأصمعي : قولهم ما عنه محيص ولا مفيص أي ما عنه محيد . وما استطعت أن أفيص منه أي أحيد ; وقول امرئ القيس :


                                                          منابته مثل السدوس ولونه     كشوك السيال فهو عذب يفيص



                                                          قال الأصمعي : ما أدري ما يفيص ، وقال غيره : هو من قولهم فاص في الأرض أي قطر وذهب . قال ابن بري : وقيل يفيص يبرق ، وقيل يتكلم ، يقال : فاص لسانه بالكلام وأفاص الكلام : أبانه ، فيكون يفيص على هذا حالا أي هو عذب في حال كلامه . ويقال : ما فصت أي ما برحت ، وما فصت أفعل أي ما برحت ، وما لك عن ذلك مفيص أي معدل ; عن ابن الأعرابي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية