الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فين ]

                                                          فين : الفينة : الحين . حكى الفارسي عن أبي زيد : لقيته فينة والفينة بعد الفينة ، وفي الفينة ، قال : فهذا مما اعتقب عليه تعريفان : تعريف العلمية ، والألف واللام ، كقولك شعوب والشعوب للمنية . وفي الحديث : ما من مولود إلا وله ذنب قد اعتاده الفينة بعد الفينة أي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : في فينة الارتياد وراحة الأجساد . الكسائي وغيره : الفينة الوقت من الزمان ، قال : وإن أخذت قولهم شعر فينان من الفنن ، وهو الغصن صرفته في حالي النكرة والمعرفة ، وإن أخذته من الفينة ، وهو الوقت من الزمان ألحقته بباب فعلان وفعلانة فصرفته في النكرة ، ولم تصرفه في المعرفة . ورجل فينان : حسن الشعر طويله ، وهو فعلان ; وأنشد ابن بري للعجاج :


                                                          إذ أنا فينان أناغي الكعبا



                                                          وقال آخر :


                                                          فرب فينان طويل أممه     ذي غسنات قد دعاني أحزمه



                                                          وقال الشاعر :


                                                          وأحوى كأيم الضال أطرق بعدما     حبا تحت فينان من الظل وارف



                                                          يقال : ظل وارف أي واسع ممتد ; قال : وقال آخر :


                                                          أما ترى شمطا في الرأس لاح به     من بعد أسود داجي اللون فينان



                                                          والفينات : الساعات . أبو زيد : يقال إني لآتي فلانا الفينة بعد الفينة أي آتيه الحين بعد الحين والوقت بعد الوقت ، ولا أديم الاختلاف إليه . ابن السكيت : ما ألقاه إلا الفينة بعد الفينة أي المرة بعد المرة ، وإن شئت حذفت الألف واللام ، فقلت لقيته فينة ، كما يقال لقيته الندرى وفي ندرى ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية