الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قبص ]

                                                          قبص : القبص : التناول بالأصابع بأطرافها . قبص يقبص قبصا : تناول بأطراف الأصابع وهو دون القبض . وقرأ الحسن قوله تعالى : ( فقبصت قبصة من أثر الرسول ) ، وقيل : هو اسم الفعل وقراءة العامة : فقبضت قبضة . الفراء : القبضة بالكف كلها ، والقبصة بأطراف الأصابع ، والقبصة ، والقبصة : اسم ما تناولته بعينه ، والقبيصة : ما تناولته بأطراف أصابعك ، والقبصة من الطعام : ما حملت كفاك . وفي الحديث : أنه دعا بتمر فجعل بلال يجيء به قبصا قبصا ، هي جمع قبصة ، وهي ما قبص كالغرفة لما غرف . وفي حديث مجاهد في قوله تعالى : وآتوا حقه يوم حصاده يعني القبص التي تعطى الفقراء عند الحصاد . ابن الأثير : هكذا ذكر الزمخشري حديث بلال ومجاهد في الصاد المهملة وذكرهما غيره في الضاد المعجمة ، قال : وكلاهما جائزان وإن اختلفا ، ومنه حديث أبي بردة : انطلقت مع أبي بكر ففتح بابا فجعل يقبص لي من زبيب الطائف . والقبيص ، والقبيصة : التراب المجموع . وقبص النمل وقبصه : مجتمعه . الليث : القبص مجتمع النمل الكبير الكثير . يقال : إنهم لفي قبص الحصى ، أي : في كثرتها لا يستطاع عده من كثرته . والقبص ، والقبص : العدد الكثير ، وفي الصحاح : العدد الكثير من الناس . وفي الحديث : فتخرج عليهم قوابص ، أي : طوائف وجماعات ، واحدتها قابصة ، قال الكميت :


                                                          لكم مسجدا الله المزوران ، والحصى لكم قبصه من بين أثرى وأقترا



                                                          أي : من بين مثر ومقل ، وفي الحديث : أن عمر رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده قبص من الناس . أبو عبيدة : هو العدد الكثير ، وهو فعل بمعنى مفعول من القبص . يقال : إنهم لفي قبص الحصى . والقبص : الخفة والنشاط عن أبي عمرو . وقد قبص الرجل فهو قبص . والقبص ، والقبصى : عدو شديد ، وقيل : عدو كأنه ينزو فيه وقد قبص يقبص ، قال الأزهري في ترجمة قبض :


                                                          وتعدو القبضى قبل عير وما جرى     ولم تدر ما بالي ولم أدر ما لها



                                                          قال : والقبضى ، والقمصى ضرب من العدو فيه نزو . وقال غيره : قبص بالصاد المهملة يقبص إذا نزا ، فهما لغتان ، قال : وأحسب بيت الشماخ يروى : وتعدو القبصى بالصاد المهملة ، وقال ابن بري : أبو عمرو يرويه القبضى بالضاد المعجمة مأخوذ من القباضة ، وهي السرعة ، ووجه الأول أنه مأخوذ من القبص وهو النشاط ورواه المهلبي القمصى وجعله من القماص . وفي حديث الإسراء ، والبراق : فعملت بأذنيها وقبصت ، أي : أسرعت . وفي حديث المعتدة للوفاة : ثم تؤتى بدابة شاة أو طير فتقبص به قال ابن الأثير : قال الأزهري : رواه الشافعي بالقاف ، والباء الموحدة والصاد المهملة ، أي : تعدو مسرعة نحو منزل أبويها ؛ لأنها كالمستحيية من قبح منظرها ، قال ابن الأثير [ ص: 10 ] ، والمشهور في الرواية بالفاء والتاء المثناة والضاد المعجمة . التهذيب : يقال قبص الفرس يقبص إذا نزا ، قال الشاعر يصف ركابا :


                                                          فيقبصن من ساد وعاد وواخد     كما انصاع بالسي النعام النوافر



                                                          ، والقبوص من الخيل الذي إذا ركض لم يمس الأرض إلا أطراف سنابكه من قدم ، قال الشاعر :


                                                          سليم الرجع طهطاه قبوص



                                                          وقيل : هو الوثيق الخلق . والقبص ، والقبص : وجع يصيب الكبد عن أكل التمر على الريق وشرب الماء عليه ، قال الراجز :


                                                          أرفقة تشكو الحجاف ، والقبص     جلودهم ألين من مس القمص



                                                          ويروى الجحاف تقول منه : قبص الرجل بالكسر . وفي حديث أسماء قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسألني : كيف بنوك ؟ قلت : يقبصون قبصا شديدا ، فأعطاني حبة سوداء كالشونيز شفاء لهم ، وقال : أما السام فلا أشفي منه ، يقبصون ، أي : يجمع بعضهم إلى بعض من شدة الحمى . والأقبص من الرجال : العظيم الرأس قبص قبصا . والقبص : مصدر قولك هامة قبصاء عظيمة ضخمة مرتفعة قال الراجز :


                                                          بهامة قبصاء كالمهراس



                                                          ، والقبص في الرأس : ارتفاع فيه وعظم ، قال الشاعر :


                                                          قبصاء لم تفطح ولم تكتل



                                                          يعني الهامة . وفي الحديث : من حين قبص ، أي : شب وارتفع . والقبص : ارتفاع في الرأس وعظم . والقبصة : الجرادة الكبيرة عن كراع . والمقبص : المقوس وهو الحبل الذي يمد بين أيدي الخيل في الحلبة إذا سوبق بينها ، ومنه قولهم :

                                                          أخذت فلانا على المقبص وقبيصة : اسم رجل وهو إياس بن قبيصة الطائي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية