الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7368 ) مسألة : قال : ( والشرب في آنية الذهب والفضة حرام ) هذا قول أكثر أهل العلم . وحكي عن معاوية بن قرة أنه قال : لا بأس بالشرب من قدح فضة . وحكي عن الشافعي قول أنه مكروه غير محرم ; لأن النهي لما فيه من التشبه بالأعاجم ، فلا يقتضي التحريم . ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم { الذي يشرب في آنية الفضة ، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم } . وقال : { لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا في صحافها ، فإنها لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة } أخرجهما البخاري ومقتضى نهيه التحريم ، وقد توعد عليه بنار جهنم فإن معنى قوله : " تجرجر في بطنه نار جهنم " . أي هذا سبب لنار جهنم ; لقول الله تعالى { : إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا } فلم يبق في تحريمه إشكال . وقد روي أن حذيفة استسقى ، فأتاه دهقان بإناء من فضة ، فرماه به فلو أصابه لكسر منه شيئا ، ثم قال : إنما رميته به ; لأنني نهيته عنه ، وذكر هذا الخبر . وهذا يدل على أنه فهم التحريم من نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استحل عقوبته ، لمخالفته إياه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية