الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ؛ أما نعمته على والدته فإنه اصطفاها؛ وطهرها؛ واصطفاها على نساء العالمين؛ وكان رزقها يأتيها من عنده وهي في محرابها؛ وقوله : إذ أيدتك بروح القدس ؛ أي : أيدتك بجبريل؛ جائز أن يكون قواه به؛ إذ حاولت بنو إسرائيل [ ص: 219 ] قتله؛ وجائز أن يكون أيده به في كل أحواله؛ لأن في الكلام دليلا على ذلك؛ وقوله : تكلم الناس في المهد ؛ أي : أيدتك مكلما الناس في المهد؛ وكهلا ؛ أي : أيدتك كهلا؛ وجائز أن يكون " وكهلا " ؛ محمولا على " تكلم؛ كان المعنى أيدتك مخاطبا للناس في صغرك؛ ومخاطبا الناس كهلا؛ وقرأ بعضهم : " أأيدتك " ؛ على " أفعلتك " ؛ من " الأيد " ؛ وقرأ بعضهم : " آيدتك " ؛ على " فاعلتك " ؛ أي : عاونتك؛ وقوله : وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني ؛ " الأكمه " ؛ قال بعضهم : الذي يولد أعمى؛ قال الخليل : هو الذي يولد أعمى؛ وهو الذي يعمى بعد أن كان بصيرا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية