الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كتاب العهود التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأهل الصلح .

732 - حدثنا حميد أنا عبد الله بن يوسف ، حدثني عيسى بن يونس ، عن عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل نجران ، وكتب لهم كتابا : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب النبي محمد رسول الله لأهل نجران إذ كان عليهم حكمه أن في كل سوداء وبيضاء وصفراء وثمرة ورقيق ، أو أفضل عليهم ، وترك لهم ، على ألفي حلة ، في كل صفر ألف حلة ، وفي كل رجب ألف حلة ، كل حلة أوقية ، ما زاد الخراج أو نقص ، فعلى الأواق يحسب ، وما قضوا من ركاب أو خيل أو درع ، أخذ منهم بحساب ، وعلى نجران مثوى رسلي عشرين ليلة فما دونها ، وعليهم عارية ثلاثين فرسا ، وثلاثين بعيرا ، وثلاثين درعا ، إذا كان كيد باليمن دون معذرة ، وما هلك مما أعاروا رسلي ، فهو ضمان على رسلي حتى يؤدوه إليهم ، ولنجران وحاشيتها ذمة الله وذمة رسوله . على دمائهم وأموالهم وملتهم وبيعهم ورهبانيتهم وأساقفتهم وشاهدهم وغائبهم ، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير ، على أن لا يغيره أسقف من سقيفاه [ ص: 450 ] ، ولا واقف من وقيفاه ، ولا راهب من رهبانيته ، وعلى أن لا يحشروا ولا يعشروا ، ولا يطأ أرضهم جيش ، من سأل منهم حقا فالنصف بينهم بنجران ، وعلى أن لا يأكلوا الربا ، فمن أكل الربا من ذي قبل ، فذمتي منه بريئة ، وعليهم الجهد والنصح فيما استقبلوا غير مظلومين ولا معنوف عليهم " شهد عثمان بن عفان ومعيقيب ، وكتب قال : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا أبا بكر فوفى لهم ، وكتب لهم كتابا نحوا من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما ولي عمر ، أصابوا الربا في زمانه ، فأجلاهم ، وكتب لهم : أما بعد ، فمن وقعوا به من أمراء الشام أو العراق فليوسعهم من خريب الأرض ، فما اعتملوا من شيء فهو لهم لوجه الله وعقبى من أرضهم فأتوا العراق فاتخذوا النجرانية ، فكتب عثمان إلى الوليد : أما بعد ، فإن العاقب والأسقف وسراة أهل نجران أتوني بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأروني شرط عمر [ ص: 451 ] ، وقد سألت عثمان بن حنيف ، فأنبأني أنه قد كان بحث عن ذلك ، فوجده مضارة وظلما لتردعهم الدهاقين عن أرضيهم ، وإني قد وضعت عنهم من جزيتهم مائتي حلة ، المائتين تريك لوجه الله ، وعقبى لهم من أرضهم ، وإني أوصيك بهم خيرا ، فإنهم قوم لهم الذمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية