الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في عبدين لرجل قتلا رجلا خطأ فقال : أنا أدفع أحدهما وأفدي الآخر قلت : أرأيت لو أن عبدين قتلا رجلا خطأ فقال : أنا أدفع أحدهما وأفدي الآخر ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك في العبيد إذا قتلوا حرا خطأ أو جرحوا إنسانا : إنهم مرتهنون بدية المقتول أو المجروح ، وتقسم الدية على عددهم ، ودية الجرح على عددهم ، فمن شاء من أرباب العبيد أن يسلم أسلم ، ومن شاء أن يفتك افتك بقدر ما يقع عليه من نصيبه من الدية - كان أقل من ثمنه أو أكثر - لو كانت قيمة العبد خمسمائة والذي وقع عليه عشر الدية غرم عشر الدية وحبس عبده ، وإن كانت قيمته عشرة دنانير ، والذي وقع عليه من الدية النصف [ ص: 579 ] لم يكن له أن يحبس عبده حتى يدفع نصف الدية . ولم يقل لنا مالك في الأرباب - أرباب العبيد - إذا كانوا شتى أو كان ربهم واحدا ، ولم يختلف ذلك عندنا - إنه إن كان أربابهم واحدا : إن له أن يحبس من شاء منهم ويدفع من شاء بحال ما وصفت لك ، وقد تكلم فيه غير مرة مالك ولم يختلف قوله فيه قط .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية