الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7402 ) : ( وإذا اصطدم الفارسان ، فماتت الدابتان ، ضمن كل واحد منهما قيمة دابة الآخر ) وجملته أن على كل واحد من المصطدمين ضمان ما تلف من الآخر ، من نفس أو دابة ، أو مال ، سواء كانت الدابتان فرسين ، أو بغلين ، أو حمارين ، أو جملين ، أو كان أحدهما فرسا والآخر غيره ، سواء كانا مقبلين ، أو مدبرين . وبهذا قال أبو حنيفة ، وصاحباه ، وإسحاق . وقال مالك ، والشافعي : على كل واحد منهما نصف قيمة ما تلف من الآخر ; لأن التلف حصل بفعلهما ، فكان الضمان منقسما عليهما ، كما لو جرح إنسان نفسه ، وجرحه غيره ، فمات منهما .

                                                                                                                                            ولنا ، أن كل واحد منهما مات من صدمة صاحبه ، وإنما هو قربها إلى محل الجناية ، فلزم الآخر ضمانها ، كما لو كانت واقفة بخلاف الجراحة . إذا ثبت هذا ، فإن قيمة الدابتين إن تساوتا ، تقاصتا وسقطتا ، وإن كانت إحداهما أكثر من الأخرى ، فلصاحبها الزيادة ، وإن ماتت إحدى الدابتين ، فعلى الآخر قيمتها ، وإن نقصت فعليه نقصها . ( 7403 ) فصل : فإن كان أحدهما يسير بين يدي الآخر ، فأدركه الثاني فصدمه ، فماتت الدابتان ، أو إحداهما ، فالضمان على اللاحق ; لأنه الصادم والآخر مصدوم ، فهو بمنزلة الواقف .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية