الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب السحر

                                                                              3545 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله قالت حتى إذا كان ذات يوم أو كان ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل قال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذي أروان قالت فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم جاء فقال والله يا عائشة لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قالت قلت يا رسول الله أفلا أحرقته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس منه شرا فأمر بها فدفنت

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله ) أي : يخيل إليه القدرة على الفعل ، ثم يظهر له عند المباشرة أنه غير قادر عليه وليس المراد أنه يخيل بأنه فعل والحال أنه ما فعله (مطبوب ) أي : مسحور كنوا بالطب عن السحر تفاؤلا بالبرء كما كنوا بالسليم عن اللديغ قوله : ( في مشط ) بضم الميم ، وقوله : ومشاطة هي الشعر الذي يسقط عن الرأس [ ص: 365 ] واللحية عند التسريح بالمشط قوله : ( وجف طلعة ذكر ) هو بضم الجيم وتشديد الفاء وعاء الطلع وهو الغشاء الذي يكون فوقه ويروى جب بالباء وهو بمعناه قوله : ( في بئر ذي أروان ) ويروى ذروان بفتح الذال المعجمة وسكون الراء وهي بئر لبني زريق بالمدينة قوله : ( نقاعة الحناء ) بضم نون وخفة قاف ، أو تشديدها وبمهملة ما ينفع فيه الحناء ، أي : متغير اللون قوله : ( رءوس الشياطين ) أي : في القبح والكراهة والمقصود بيان أنه محل لا خير فيه ماؤه ولا أشجاره قوله : ( أن أثير على الناس منه شرا ) لأنه ينتشر به الخبر فلعل بعض الناس يعتقدون السحر مؤثرا ولولا ذلك كيف جرى عليه ما جرى ، أو يوسوس إليهم الشيطان أنه لو كان نبيا لما عمل فيه السحر فلا خير في انتشار مثل هذا الخبر .




                                                                              الخدمات العلمية