الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 165 ] قال : ( وغزو البحر أفضل من غزو البر ) . وجملته أن الغزو في البحر مشروع ، وفضله كثير . قال أنس بن مالك : { نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت أم حرام : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي ، غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ، ملوكا على الأسرة ، أو مثل الملوك على الأسرة } . متفق عليه .

                                                                                                                                            قال ابن عبد البر : أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ، أرضعته أخت لهما ثالثة . ولم نر هذا عن أحد سواه ، وأظنه إنما قال هذا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام في بيتها ، وينظر إلى شعرها ، ولعل هذا كان قبل نزول الحجاب .

                                                                                                                                            وروى أبو داود ، بإسناده عن أم حرام ، عن { النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : المائد في البحر ، الذي يصيبه القيء ، له أجر شهيد ، والغرق له أجر شهيدين . } وروى ابن ماجه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { : شهيد البحر مثل شهيدي البر ، والمائد في البحر ، كالمتشحط في دمه في البر ، وما بين الموجتين ، كقاطع الدنيا في طاعة الله ، وإن الله وكل ملك الموت بقبض الأرواح ، إلا شهيد البحر ، فإنه يتولى قبض أرواحهم ، ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ، ويغفر لشهيد البحر الذنوب والدين } ولأن البحر أعظم خطرا ومشقة ، فإنه بين العدو وخطر الغرق ، ولا يتمكن من الفرار إلا مع أصحابه ، فكان أفضل من غيره . ( 7418 ) فصل : وقتال أهل الكتاب أفضل من قتال غيرهم .

                                                                                                                                            وكان ابن المبارك يأتي من مرو لغزو الروم . فقيل له في ذلك . فقال : إن هؤلاء يقاتلون على دين ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم خلاد { : إن ابنك له أجر شهيدين . قالت : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : لأنه قتله أهل الكتاب } رواه أبو داود .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية