الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            [ ص: 439 ] ص - ( مسألة ) : قولهم : الأمر يتعلق بالمعدوم ، لم يرد تنجيز التكليف ، وإنما أريد التعلق العقلي .

            لنا : لو لم يتعلق به - لم يكن أزليا ; لأن من حقيقته التعلق ، وهو أزلي .

            التالي السابق


            ش - المسألة الثانية في أن الأمر هل يتعلق بالمعدوم أم لا ؟ فقال الشيخ : نعم . وقالت المعتزلة : لا .

            وليس المراد من قولهم : يجوز أن يتعلق الأمر بالمعدوم ، أن المعدوم يجوز أن يكون مأمورا بالإتيان بالمأمور به حال كونه معدوما ; فإن المجنون والصبي عندهم غير مأمورين ، وهما أقرب إلى درجة المأمورين من المعدوم . بل المراد التعلق المعنوي ، وهو تعلق الطلب القائم بذات الله تعالى بالمعدوم الذي هو ثابت في علمه تعالى في الأزل ، بمعنى أنه إذا وجد واستعد لفهم الخطاب يكون مكلفا بذلك الطلب القديم من غير تجدد الطلب .

            والدليل على ذلك أنه لو لم يتعلق الأمر بالمعدوم بالمعنى المذكور ، لم يكن الأمر أزليا . والتالي باطل فالمقدم مثله .

            [ ص: 440 ] بيان الملازمة أن التعلق بالغير جزء من حقيقة الأمر . فإذا لم يجز التعلق بالمعدوم ، لم يكن التعلق حاصلا في الأزل ; ضرورة كون المكلف معدوما في الأزل . وإذا لم يكن التعلق حاصلا ، لم يكن الأمر حاصلا في الأزل ; ضرورة انتفاء الكل عند انتفاء الجزء ، فلا يكون الأمر أزليا .

            وأما بيان انتفاء التالي فلما بين في الكلام من أن خطاب الله تعالى قديم .

            فقوله " لأن من حقيقته التعلق " إشارة إلى بيان الملازمة . وقوله : " وهو أزلي " إشارة إلى نفي التالي .




            الخدمات العلمية