الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى

                                                                                                          3388 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان ما تنظر أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبان ) بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة يصرف لأنه فعال ويمنع لأنه أفعل والصحيح [ ص: 234 ] الأشهر الصرف " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة " أي في أوائلهما . قال في القاموس : الصبح الفجر أو أول النهار وهو الصبيحة والصباح والإصباح والمصبح والمساء ضد الصباح " بسم الله " أي أستعين أو أتحفظ من كل مؤذ باسم الله " الذي لا يضر مع اسمه " أي مع ذكره باعتقاد حسن ونية خالصة " ولا في السماء " أي من البلاء النازل منها " وهو السميع " أي بأقوالنا " العليم " أي بأحوالنا " ثلاث مرات " ظرف يقول " فيضره شيء " بالنصب جواب " ما من عبد " ، قال الطيبي : وبالرفع عطفا على " يقول " على أن الفاء هنا كهي في قوله : لا يموت لمؤمن ثلاثة من الولد فتمسه النار أي لا يجتمع هذا القول مع المضرة كما لا يجتمع مس النار مع موت ثلاثة من الولد بشرطه ( وكان أبان ) بالوجهين ( قد أصابه طرف فالج ) أي نوع منه وهو بفتح اللام استرخاء لأحد شقي البدن لانصباب خلط بلغمي تنسد منه مسالك الروح ( فجعل الرجل ) أي المستمع ( ينظر إليه ) أي إلى أبان تعجبا ( ما تنظر ) زاد أبو داود : إلي ، قال الطيبي : ما هنا استفهامية وصلتها محذوفة و " تنظر إلي " حال أي ما لك تنظر إلي ( أما ) للتنبيه وقيل بمعنى حقا ( ولكني لم أقله ) أي ما قدر الله لي أن أقوله ( يومئذ ليمضي الله علي قدره ) بفتح الدال أي مقدره ، قال الطيبي : قوله ليمضي الله عليه لعدم القول وليس بغرض له كما في قعدت عن الحرب حينا ، وقيل اللام فيه للعاقبة كما في قوله :

                                                                                                          لدوا للموت وابنوا للخراب

                                                                                                          ، ذكره القاري ، وفي رواية أبي داود : فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه فقال له : ما لك تنظر إلي فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها . قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة وأبو داود ، وفي روايته : لم تصبه فجاءة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجاءة بلاء حتى يمسي .




                                                                                                          الخدمات العلمية