الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في المكاتب يموت وعليه دين ويترك عبدا فيجني العبد جناية

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن مكاتبا مات وترك عبدا وعلى المكاتب دين حين مات فجنى العبد جناية بعد موت المكاتب أو قبل موت المكاتب . من أولى بهذا العبد ، الغرماء أم أولياء الجناية الذين جنى عليهم هذا العبد ؟ قال : أولياء الجناية أولى به . [ ص: 617 ] قال ابن القاسم : ألا ترى لو أن رجلا حرا جنى عبده جناية - وعلى الحر دين - أن الجناية أولى بالعبد من دين السيد إلا أن يفتكه أهل الدين بدية الجناية ; لأن الجناية إنما لزمت رقبة العبد ، ودين السيد إنما هو في ذمة السيد ؟ فهذا يدلك على أن الجناية أولى بالعبد من غرماء السيد ، وللغرماء أن يفتكوه لأنه مال للسيد ، وقد كان للسيد أن يفتكه ، فكذلك غرماؤه ذلك لهم .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كان سيد العبد هو الذي جنى ، وجنايته مما لا تحمله العاقلة وعليه دين وليس له مال غير ثمن هذا العبد ؟ قال : يضرب في ثمن هذا العبد الغرماء وأولياء الجناية بالحصص ; لأن الجناية في ذمة السيد والدين في ذمة السيد أيضا وهو قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية