الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2185 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14771محمد بن أبي عمر المكي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز الدراوردي عن nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد وهو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=661063أنها قالت كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال nindex.php?page=treesubj&link=29394_17445_18719_32521_28971_17391باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين
[ ص: 341 ]
[ ص: 341 ] قوله : ( إن جبريل رقى النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وذكر الأحاديث بعده في الرقى ، وفي الحديث الآخر في الذين يدخلون الجنة بغير حساب ( لا يرقون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ) فقد يظن مخالفا لهذه الأحاديث ، ولا مخالفة ، بل المدح في ترك الرقى المراد بها nindex.php?page=treesubj&link=17443_17444_28692الرقى التي هي من كلام الكفار ، والرقى المجهولة ، والتي بغير العربية ، وما لا يعرف معناها ، فهذه مذمومة لاحتمال أن معناها كفر ، أو قريب منه ، أو مكروه . وأما الرقى بآيات القرآن ، وبالأذكار المعروفة ، فلا نهي فيه ، بل هو سنة .
ومنهم من قال في الجمع بين الحديثين إن المدح في ترك الرقى للأفضلية وبيان التوكل . والذي فعل الرقى ، وأذن فيها لبيان الجواز ، مع أن تركها أفضل ، وبهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، وحكاه عمن حكاه . والمختار الأول ، وقد نقلوا بالإجماع على جواز nindex.php?page=treesubj&link=17443الرقى بالآيات ، وأذكار الله تعالى .
قال المازري : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله ، أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية ، أو بما لا يدرى معناه ، لجواز أن يكون فيه كفر .
قال : واختلفوا في nindex.php?page=treesubj&link=17446رقية أهل الكتاب ، فجوزها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وكرهها مالك خوفا أن يكون مما بدلوه . ومن جوزها قال : الظاهر أنهم لم يبدلوا الرقى ، فإنهم لهم غرض في ذلك بخلاف غيرها مما بدلوه .
وقد ذكر مسلم بعد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507037اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شيء ) . وأما قوله في الرواية الأخرى : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507038يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى ) فأجاب العلماء عنه بأجوبة أحدها كان نهى أولا ، ثم نسخ ذلك ، وأذن فيها ، وفعلها ، واستقر الشرع على الإذن .
والثاني أن النهي عن الرقى المجهولة كما سبق .
والثالث أن النهي لقوم كانوا يعتقدون منفعتها وتأثيرها بطبعها كما كانت الجاهلية تزعمه في أشياء كثيرة .
أما قوله في الحديث الآخر : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507039لا رقية إلا من عين أو حمة ) فقال العلماء : لم يرد به حصر الرقية الجائزة فيهما ، ومنعها فيما عداهما ، وإنما المراد لا رقية أحق وأولى من رقية العين والحمة لشدة الضرر فيهما .
قال القاضي : وجاء في حديث في غير مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507040nindex.php?page=treesubj&link=25601_28688سئل عن النشرة ، فأضافها إلى الشيطان . قال : والنشرة معروفة مشهورة عند أهل التعزيم ، وسميت بذلك لأنها تنشر عن صاحبها ، أي تخلي عنه . وقال الحسن : هي من السحر . قال القاضي : وهذا محمول على أنها أشياء خارجة عن كتاب الله تعالى وأذكاره ، وعن المداواة المعروفة التي هي من جنس المباح . وقد اختار بعض المتقدمين هذا ، فكره حل المعقود عن امرأته .
وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه سئل عن رجل به طب أي ضرب من الجنون ، أو يؤخذ عن امرأته ، أيخلى عنه أو ينشر ؟ قال : لا بأس به ، إنما يريدون به الصلاح ، فلم ينه عما ينفع . وممن أجاز النشرة الطبري ، وهو الصحيح .
قال كثيرون أو الأكثرون : يجوز nindex.php?page=treesubj&link=28692الاسترقاء للصحيح لما يخاف أن يغشاه من المكروهات ، والهوام . ودليله أحاديث ، ومنها حديث عائشة في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507041كان [ ص: 342 ] النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=24433إذا أوى إلى فراشه تفل في كفه ، ويقرأ : قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، ثم يمسح بها وجهه ، وما بلغت يده من جسده ) والله أعلم .