الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إذ جعل فيكم أنبياء فيهم قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنهم السبعون الذين اختارهم موسى ، وانطلقوا معه إلى الجبل ، جعلهم الله أنبياء بعد موسى ، وهارون ، وهذا قول ابن السائب ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم الأنبياء الذين أرسلوا من بني إسرائيل بعد موسى ، ذكره الماوردي . وبماذا جعلهم ملوكا؟ فيه ثمانية أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: بالمن والسلوى والحجر . والثاني: بأن جعل للرجل منهم زوجة وخادما . والثالث: بالزوجة والخادم والبيت ، رويت هذه الثلاثة عن ابن عباس ، وهذا الثالث اختيار الحسن ، ومجاهد . والرابع: بالخادم والبيت ، قاله عكرمة . والخامس: بتمليكهم الخدم ، وكانوا أول من تملك الخدم ، ومن اتخذ [ ص: 322 ] خادما فهو ملك ، قاله قتادة . والسادس: بكونهم أحرارا يملك الإنسان منهم نفسه وأهله وماله ، قاله السدي . والسابع: بالمنازل الواسعة ، فيها المياه الجارية ، قاله الضحاك . والثامن: بأن جعل لهم الملك والسلطان ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين اختلفوا فيمن خوطب بهذا على قولين .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنهم قوم موسى ، وهذا مذهب ابن عباس ، ومجاهد . قال ابن عباس : ويعني بالعالمين: الذين هم بين ظهرانيهم . وفي الذي آتاهم ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: المن والسلوى والحجر والغمام ، رواه مجاهد عن ابن عباس وقال به .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه الدار والخادم والزوجة ، رواه عطاء عن ابن عباس . قال ابن جرير: ما أوتي أحد من النعم في زمان قوم موسى ما أوتوا .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: كثرة الأنبياء فيهم ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا مذهب سعيد بن جبير ، وأبي مالك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية