الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في اللقمة تسقط

                                                                      3845 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث وقال إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان وأمرنا أن نسلت الصحفة وقال إن أحدكم لا يدري في أي طعامه يبارك له

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( لعق أصابعه الثلاث ) فيه استحباب لعق الأصابع محافظة على بركة الطعام وتنظيفا لها ( فليمط ) من الإماطة أي : فليزل ( عنها ) أي : اللقمة ( الأذى ) أي : المستقذر من غبار وتراب وقذى ونحو ذلك ( وليأكلها ولا يدعها للشيطان ) فيه استحباب أكل اللقمة الساقطة بعد مسح أذى يصيبها هذا إذا لم تقع على موضع نجاسة فإن وقعت على موضع نجس تنجست ولا بد من غسلها إن أمكن فإن تعذر أطعمها حيوانا ولا يتركها لشيطان ( وأمرنا أن نسلت الصحفة ) أي : نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام يقال : سلت الصحفة يسلتها من باب نصر ينصر إذا تتبع ما بقي فيهما من الطعام ومسحها بالأصبع ونحوها ( إن أحدكم لا يدري في أي طعامه يبارك له ) أي أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة ولا يدري أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والامتناع به . قال النووي : والمراد هنا والله أعلم ما تحصل به التغذية وتسلم عاقبته [ ص: 260 ] من أذى ويقوي على طاعة الله وغير ذلك . قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية