الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7708 ) فصل : وكل ما يقبل التعليم ، ويمكن الاصطياد به من سباع البهائم ، كالفهد ، أو جوارح الطير ، فحكمه حكم الكلب في إباحة صيده . قال ابن عباس ، في قوله تعالى : { وما علمتم من الجوارح } : هي الكلاب المعلمة ، وكل طير تعلم الصيد ، والفهود والصقور وأشباهها . وبمعنى هذا قال طاوس ، ويحيى بن أبي كثير ، والحسن ، ومالك ، والثوري ، وأبو حنيفة ، ومحمد بن الحسن ، والشافعي ، وأبو ثور .

                                                                                                                                            وحكي عن ابن عمر ، ومجاهد ، أنه لا يجوز الصيد إلا بالكلب ; لقول الله تعالى : { وما علمتم من الجوارح مكلبين } . يعني كلبتم من الكلاب . ولنا ، ما روي عن عدي ، قال : { سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد البازي ، فقال : إذا أمسك عليك ، فكل } . ولأنه جارح يصاد به عادة ، ويقبل التعليم ، فأشبه الكلب .

                                                                                                                                            فأما الآية ، فإن الجوارح الكواسب . { ويعلم ما جرحتم بالنهار } . أي كسبتم . وفلان جارحة أهله ، أي كاسبهم . ( مكلبين ) من التكليب وهو الإغراء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية