الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                        فلما نسوا ما ذكروا به من البأساء والضراء ولم يتعظوا به. فتحنا عليهم أبواب كل شيء من أنواع النعم مراوحة عليهم بين نوبتي الضراء والسراء، وامتحانا لهم بالشدة والرخاء إلزاما للحجة وإزاحة للعلة، أو مكرا بهم لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «مكر بالقوم ورب الكعبة».

                                                                                                                                                                                                                                        . وقرأ ابن عامر «فتحنا» بالتشديد في جميع القرآن ووافقه يعقوب فيما عدا هذا، والذي في «الأعراف» . حتى إذا فرحوا أعجبوا بما أوتوا من النعم ولم يزيدوا غير البطر والاشتغال بالنعم عن المنعم والقيام بحقه سبحانه وتعالى. أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون متحسرون آيسون.

                                                                                                                                                                                                                                        فقطع دابر القوم الذين ظلموا أي آخرهم بحيث لم يبق منهم أحد من دبره دبرا ودبورا إذا تبعه.

                                                                                                                                                                                                                                        والحمد لله رب العالمين على إهلاكهم فإن هلاك الكفار والعصاة من حيث إنه تخليص لأهل الأرض من شؤم عقائدهم وأعمالهم، نعمة جليلة يحق أن يحمد عليها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية