الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قفز ]

                                                          قفز : قفز يقفز قفزا وقفازا وقفوزا وقفزانا : وثب . ويقال : جاءت الخيل تعدو القفزى من القفز . ويقال للخيل السراع التي تثب في عدوها : قافزة وقوافز ، أنشد :


                                                          بقافزات تحت قافزينا



                                                          والقفيز من المكاييل : معروف ، وهو ثمانية مكاكيك عند أهل العراق ، وهو من الأرض قدر مائة وأربع وأربعين ذراعا ، وقيل : هو مكيال تتواضع الناس عليه ، والجمع أقفزة وقفزان . وفي التهذيب : القفيز مقدار من مساحة الأرض . الأزهري : وقفيز الطحان الذي نهي عنه ، قال ابن المبارك : هو أن يقول : أطحن بكذا وكذا وزيادة قفيز من نفس الدقيق ، وقيل : إن قفيز الطحان هو أن يستأجر رجلا ليطحن له حنطة معلومة بقفيز من دقيقها . والقفاز ، بالضم والتشديد : لباس الكف ، وهو شيء يعمل لليدين يحشى بقطن ويكون له أزرار تزرر على الساعدين من البرد تلبسه المرأة في يديها ، وهما قفازان . والقفاز : ضرب من الحلي تتخذه المرأة في يديها ورجليها ، ومن ذلك يقال : تقفزت المرأة بالحناء . وتقفزت المرأة : نقشت يديها ورجليها بالحناء ، وأنشد :


                                                          قولا لذات القلب والقفاز     أما لموعودك من نجاز ؟



                                                          وفي الحديث : لا تنتقب المحرمة ولا تلبس قفازا ، وفي رواية : لا تنتقب ولا تبرقع ولا تقفز . وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه كره للمحرمة لبس القفازين . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : أنها رخصت للمحرمة في القفازين ، القفاز : شيء تلبسه نساء الأعراب [ ص: 160 ] في أيديهن يغطي أصابعها ويدها مع الكف . وقال خالد بن جنبة : القفازان تقفزهما المرأة إلى كعوب المرفقين ، فهو سترة لها ، وإذا لبست برقعها وقفازيها وخفها فقد تكتنت ، قال : والقفاز يتخذ من القطن فيحشى بطانة وظهارة ومن الجلود واللبود . ويقال للمرأة : قفازة لقلة استقرارها . وفرس مقفز : استدار تحجيله في قوائمه ولم يجاوز الأشاعر نحو المنعل . والأقفز من الخيل : الذي بياض تحجيله في يديه إلى مرفقيه دون الرجلين ، وكذلك المقفز كأنه لبس القفازين ، وقال أبو عمرو في شيات الخيل : إذا كان البياض في يديه فهو مقفز ، فإذا ارتفع إلى ركبتيه فهو محبب ، وهو مأخوذ من القفازين . وقفز الرجل : مات . والقفيزى : من لعب صبيان الأعراب ينصبون خشبة ثم يتقافزون عليها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية