الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المسألة ] الثامنة

                                                      الخطاب للأمة إن اختص بهم نحو : يا أيها الأمة فلا يدخل الرسول تحته بلا خلاف ، كما قال الصفي الهندي ، وأشار إليه القاضي عبد الوهاب في كتاب " الإفادة " ، ومثله بقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } فالأول : عام . والثاني : خاص فينا دونه ، لأنه هو الذي أمرنا بالاستجابة له ، ومثله قوله : { قد أنزل الله إليكم ذكرا ، رسولا } ، تقديره : اطلبوا رسولا على الإغراء ، وهذا أيضا فينا دونه . ا هـ . وإن أمكن تناوله نحو : يا أيها الناس ، ويا أيها المؤمنون ، ويا عبادي ، فاختلفوا فيه ، فالأكثر على أنه يشمله . وقيل : لا ، لأجل الخصائص الثابتة له . والثالث : نقل عن أبي بكر الصيرفي والحليمي التفصيل بين أن يسبقه تبليغ : نحو قل ، ونحوه ، فلا يشمله ، فإن الأمر بالتبليغ يؤثر في عموم [ ص: 258 ] الخطاب ، وإن ورد مسترسلا فالرسول فيه بمثابة غيره ، واستنكره إمام الحرمين ، لأن القول فيها جميعا مستند إلى الله تعالى ، والرسول مبلغ خطابه إلينا ، فلا معنى للتفرقة .

                                                      وقال المقترح في تعليقه : الخطاب إما أن يكون من الكتاب ، أو من السنة ، فإن كان من الكتاب فهو مبلغ عن الله سبحانه وتعالى ، والمبلغ يندرج تحت عموم الخطاب ، وإن كان من السنة فإما أن يكون مجتهدا أو لا .

                                                      فإن قلنا : إنه مجتهد فيرجع إلى أن المخاطب : هل يدخل تحت الخطاب أم لا ؟ وإن لم يكن مجتهدا فهو مبلغ ، والمبلغ إذن داخل تحت الخطاب . ثم قيل : لا فائدة للخلاف في هذه المسألة . وقيل : بل تظهر فائدتها فيما إذا ورد العموم وجاء فعل النبي صلى الله عليه وسلم بخلافه ، فإن قلنا : إنه داخل في خطابه كان فعله نسخا ، وإن قلنا : ليس بداخل لم يخص فعله العموم ، وبقي على شموله في ذلك .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية