الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7858 ) مسألة : قال : ( ولا يجزئ إلا الجذع من الضأن ، والثني من غيره ) وبهذا قال مالك والليث والشافعي ، وأبو عبيد ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي . وقال ابن عمر ، والزهري : لا يجزئ الجذع ; لأنه لا يجزئ من غير الضأن ، فلا يجزئ منه كالحمل ، وعن عطاء والأوزاعي فلا يجزئ الجذع من جميع الأجناس ; لما روى مجاشع بن سليم ، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني } رواه أبو داود ، والنسائي ، .

                                                                                                                                            ولنا على أن الجذع من الضأن يجزئ ، حديث مجاشع وأبي هريرة وغيرهما ، وعلى أن الجذعة من غيرها لا تجزئ ، قول النبي صلى الله عليه وسلم { : لا تذبحوا إلا مسنة ، فإن عسر عليكم ، فاذبحوا الجذع من الضأن } .

                                                                                                                                            وقال أبو بردة بن نيار { : عندي جذعة ، أحب إلي من شاتين ، فهل تجزئ عني ؟ قال : نعم ، ولا تجزئ عن أحد بعدك } . متفق عليه . وحديثهم محمول على الجذع من الضأن لما ذكرنا . قال إبراهيم الحربي : إنما يجزئ الجذع من الضأن ; لأنه ينزو فيلقح ، فإذا كان من المعز لم يلقح حتى يكون ثنيا .

                                                                                                                                            ( 7859 ) فصل : ولا يجزئ في الأضحية غير بهيمة الأنعام ، وإن كان أحد أبويه وحشيا ، لم يجزئ أيضا . وحكي عن الحسن بن صالح أن بقرة الوحش تجزئ عن سبعة ، والظبي عن واحد .

                                                                                                                                            وقال أصحاب الرأي : ولد البقر الإنسية يجزئ ، وإن كان أبوه وحشيا . وقال أبو ثور : يجزئ إذا كان منسوبا إلى بهيمة الأنعام . ولنا قول الله تعالى { : ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } . وهي الإبل والبقر والغنم . وعلى [ ص: 349 ] أصحاب الرأي ، أنه متولد من بين ما يجزئ وما لا يجزئ ، فلم يجزئ ، كما لو كانت الأم وحشية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية