الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون

                                                                                                                                                                                                                                        قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر من شدائدهما، استعيرت الظلمة للشدة لمشاركتهما في الهول وإبطال الإبصار فقيل لليوم الشديد يوم مظلم ويوم ذو كواكب، أو من الخسف في البر والغرق في البحر.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ يعقوب ينجيكم بالتخفيف والمعنى واحد. تدعونه تضرعا وخفية معلنين ومسرين، أو إعلانا وإسرارا وقرأ أبو بكر هنا وفي «الأعراف» وخفية بالكسر وقرئ «خيفة» . لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين على إرادة القول أي تقولون لئن أنجيتنا. وقرأ الكوفيون «لئن أنجانا» ليوافق قوله تدعونه وهذه إشارة إلى الظلمة.

                                                                                                                                                                                                                                        قل الله ينجيكم منها شدده الكوفيون وهشام وخففه الباقون. ومن كل كرب غم سواها. ثم أنتم تشركون تعودون إلى الشرك ولا توفون بالعهد، وإنما وضع تشركون موضع لا تشكرون تنبيها على أن من أشرك في عبادة الله سبحانه وتعالى فكأنه لم يعبده رأسا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية