الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              738 (29) باب

                                                                                              النهي عن القراءة في الركوع والسجود

                                                                                              [ 377 ] عن ابن عباس ، قال : كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الستارة ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : أيها الناس ! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم .

                                                                                              وفي رواية : كشف الستر ورأسه معصوب ، في مرضه الذي مات فيه ، قال : اللهم هل بلغت . ثلاث مرات : إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها العبد الصالح ، أو ترى له .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 219)، ومسلم (479)، وأبو داود (876)، والنسائي (2 \ 189)، وابن ماجه (3899) .

                                                                                              [ ص: 85 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 85 ] (29) [ ومن باب : النهي عن القراءة في الركوع والسجود ]

                                                                                              قوله : أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء . مذهب الجمهور : كراهة القراءة والدعاء في الركوع ، وقال الشافعي والكوفيون : يقول في الركوع : سبحان ربي العظيم ، وفي السجود : سبحان ربي الأعلى ; اتباعا لحديث عقبة ، وكلهم على استحباب ذلك . وذهب بعضهم إلى وجوب ذلك في الركوع والسجود ، وذهب إسحاق وأهل الظاهر إلى وجوب الذكر فيهما دون تعيين ، وأنه يعيد الصلاة من تركه . وفي المبسوط عن يحيى بن يحيى ، وعيسى بن دينار من أئمتنا ، فيمن لم يذكر الله في ركوعه ولا سجوده : [ ص: 86 ] أنه يعيد الصلاة أبدا . وقد تأول المتأخرون من أصحابنا ذلك عليهما تأويلات بعيدة .

                                                                                              وقوله : فقمن - بفتح القاف والميم - ; ومعناه : حقيق وجدير ، ويقال : قمن بكسر الميم ، وقمن بالفتح : مصدر ، وغيره نعت ; يثنى ويجمع .

                                                                                              ومبشرات النبوة : أول ما يبدو منها ، مأخوذ من تباشير الصبح وبشائره ، وهو أول ما يبدو منه . وهذا كما تقدم من قول عائشة : أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم .




                                                                                              الخدمات العلمية