nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28976_30563_32423وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون .
عطف " وإذا جاءوكم " على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=58وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا الآية ، وخص بهذه الصفات المنافقون من
اليهود من جملة الذين اتخذوا الدين هزؤا ولعبا ، فاستكمل بذلك التحذير ممن هذه صفتهم المعلنين منهم والمنافقين . ولا يصح عطفه على صفات أهل الكتاب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60وجعل منهم القردة لعدم استقامة المعنى ، وبذلك يستغنى عن تكلف وجه لهذا العطف .
ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به أن الإيمان لم يخالط قلوبهم طرفة عين ، أي هم دخلوا كافرين وخرجوا كذلك ، لشدة قسوة قلوبهم ، فالمقصود استغراق الزمنين وما بينهما ، لأن ذلك هو المتعارف ، إذ الحالة إذا تبدلت استمر تبدلها ، ففي ذلك تسجيل الكذب في قولهم : آمنا ، والعرب تقول : خرج بغير الوجه الذي دخل به .
[ ص: 248 ] والرؤية في قوله : " وترى " بصرية ، أي أن حالهم في ذلك بحيث لا يخفى على أحد . والخطاب لكل من يسمع .
وتقدم معنى " يسارعون " عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر .
nindex.php?page=treesubj&link=30522والإثم : المفاسد من قول وعمل ، أريد به هنا الكذب ، كما دل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63عن قولهم الإثم . والعدوان : الظلم ، والمراد به الاعتداء على المسلمين إن استطاعوه .
والسحت تقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=42سماعون للكذب أكالون للسحت .
و " لولا " تحضيض أريد منه التوبيخ .
والربانيون والأحبار تقدم بيان معناهما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44يحكم بها النبيئون الآية .
واقتصر في توبيخ الربانيين على ترك نهيهم عن قول الإثم وأكل السحت ، ولم يذكر العدوان إيماء إلى أن العدوان يزجرهم عنه المسلمون ولا يلتجئون في زجرهم إلى غيرهم ، لأن الاعتماد في النصرة على غير المجني عليه ، ضعف .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لبئس ما كانوا يصنعون مستأنفة ، ذم لصنيع الربانيين والأحبار في سكوتهم عن تغيير المنكر ، و " يصنعون " بمعنى يعلمون ، وإنما خولف هنا ما تقدم في الآية قبلها للتفنن ، وقيل : لأن " يصنعون " أدل على التمكن في العمل من ( يعملون ) .
واللام للقسم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28976_30563_32423وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ .
عُطِفَ " وَإِذَا جَاءُوكُمْ " عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=58وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُؤًا الْآيَةَ ، وَخُصَّ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الْمُنَافِقُونَ مِنَ
الْيَهُودِ مِنْ جُمْلَةِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الدِّينَ هُزُؤًا وَلَعِبًا ، فَاسْتُكْمِلَ بِذَلِكَ التَّحْذِيرُ مِمَّنْ هَذِهِ صِفَتُهُمُ الْمُعْلِنِينَ مِنْهُمْ وَالْمُنَافِقِينَ . وَلَا يَصِحُّ عَطْفُهُ عَلَى صِفَاتِ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ لِعَدَمِ اسْتِقَامَةِ الْمَعْنَى ، وَبِذَلِكَ يُسْتَغْنَى عَنْ تَكَلُّفِ وَجْهٍ لِهَذَا الْعَطْفِ .
وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ أَنَّ الْإِيمَانَ لَمْ يُخَالِطْ قُلُوبَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، أَيْ هُمْ دَخَلُوا كَافِرِينَ وَخَرَجُوا كَذَلِكَ ، لِشِدَّةِ قَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ ، فَالْمَقْصُودُ اسْتِغْرَاقُ الزَّمَنَيْنِ وَمَا بَيْنَهُمَا ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُتَعَارَفُ ، إِذِ الْحَالَةُ إِذَا تَبَدَّلَتِ اسْتَمَرَّ تَبَدُّلُهَا ، فَفِي ذَلِكَ تَسْجِيلُ الْكَذِبِ فِي قَوْلِهِمْ : آمَنَّا ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : خَرَجَ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي دَخَلَ بِهِ .
[ ص: 248 ] وَالرُّؤْيَةُ فِي قَوْلِهِ : " وَتَرَى " بَصَرِيَّةٌ ، أَيْ أَنَّ حَالَهُمْ فِي ذَلِكَ بِحَيْثُ لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ . وَالْخِطَابُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ .
وَتَقَدَّمَ مَعْنَى " يُسَارِعُونَ " عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لَا يُحْزِنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ .
nindex.php?page=treesubj&link=30522وَالْإِثْمُ : الْمَفَاسِدُ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ ، أُرِيدَ بِهِ هُنَا الْكَذِبُ ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ . وَالْعُدْوَانُ : الظُّلْمُ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الِاعْتِدَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِنِ اسْتَطَاعُوهُ .
وَالسُّحْتُ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=42سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ .
وَ " لَوْلَا " تَحْضِيضٌ أُرِيدَ مِنْهُ التَّوْبِيخُ .
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ تَقَدَّمَ بَيَانُ مَعْنَاهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيئُونَ الْآيَةَ .
وَاقْتُصِرَ فِي تَوْبِيخِ الرَّبَّانِيِّينَ عَلَى تَرْكِ نَهْيِهِمْ عَنْ قَوْلِ الْإِثْمِ وَأَكْلِ السُّحْتِ ، وَلَمْ يُذْكَرِ الْعُدْوَانُ إِيمَاءً إِلَى أَنَّ الْعُدْوَانَ يَزْجُرُهُمْ عَنْهُ الْمُسْلِمُونَ وَلَا يَلْتَجِئُونَ فِي زَجْرِهِمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، لِأَنَّ الِاعْتِمَادَ فِي النُّصْرَةِ عَلَى غَيْرِ الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ ، ضَعْفٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ مُسْتَأْنَفَةٌ ، ذَمٌّ لِصَنِيعِ الرَّبَّانِيِّينَ وَالْأَحْبَارِ فِي سُكُوتِهِمْ عَنْ تَغْيِيرِ الْمُنْكَرِ ، وَ " يَصْنَعُونَ " بِمَعْنَى يَعْلَمُونَ ، وَإِنَّمَا خُولِفَ هُنَا مَا تَقَدَّمَ فِي الْآيَةِ قَبْلَهَا لِلتَّفَنُّنِ ، وَقِيلَ : لِأَنَّ " يَصْنَعُونَ " أَدَلُّ عَلَى التَّمَكُّنِ فِي الْعَمَلِ مِنْ ( يَعْمَلُونَ ) .
وَاللَّامُ لِلْقَسَمِ .