الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الجيم والفاء وما يثلثهما في الثلاثي

                                                          ( جفل ) الجيم والفاء واللام أصل واحد ، وهو تجمع الشيء ، وقد يكون بعضه مجتمعا في ذهاب أو فرار . فالجفل : السحاب الذي هراق ماءه . وذلك أنه إذا هراقه انجفل ومر . وريح مجفل وجافلة ، أي سريعة المر . والجفال : ما نفاه السيل من غثائه . وروي عن رؤبة الشاعر أنه كان يقرأ : ( ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) ) . ويقال انجفل الناس إذا ذهبوا . والجفلى : أن تدعو الناس إلى طعامك عامة ، وهي خلاف النقرى . قال طرفة :

                                                          [ ص: 465 ]

                                                          نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر

                                                          وظليم إجفيل : يهرب من كل شيء ; وذلك أنه يجمع نفسه إذا هرب ويجفل وبه سمي الجبان إجفيلا . ويقال لليل إذا ولى وأدبر انجفل .

                                                          قال الخليل : الجفالة من الناس الجماعة جاءوا أو ذهبوا . ويقال أخذ جفلة من صوف ، أي جزة منه . والجفال : الشعر المجتمع الكثير . قال ذو الرمة :


                                                          على المتنين منسدلا جفالا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية