الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون

                                                                                                                                                                                                                                      24 - قالوا يا موسى إنا لن ندخلها هذا نفي لدخولهم في المستقبل على وجه التوكيد أبدا تعليق للنفي المؤكد بالدهر المتطاول ما داموا فيها بيان للأبد فاذهب أنت وربك من العلماء من حمله على الظاهر، وقال: إنه كفر منهم، وليس كذلك، إذ لو قالوا ذلك اعتقادا، وكفروا به لحاربهم موسى، ولم تكن مقاتلة الجبارين أولى من مقاتلة هؤلاء، ولكن الوجه فيه أن يقال: فاذهب أنت وربك يعينك على قتالك، أو وربك أي: وسيدك، وهو [ ص: 440 ] أخوك الأكبر هارون، أو لم يرد به حقيقة الذهاب، ولكن كما نقول: كلمته فذهب يجيبني، تريد: معنى الإرادة، كأنهم قالوا: أريد قتالهم فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ماكثون، لا نقاتلهم لنصرة دينكم. فلما عصوه وخالفوه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية