الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قنفذ ]

                                                          قنفذ : القنفذ والقنفذ : الشيهم ، معروف ، والأنثى قنفذة وقنفذة . وتقنفذهما : تقبضهما . وإنه لقنفذ ليل ، أي : إنه لا ينام ، كما أن القنفذ لا ينام ، ويقال للرجل النمام : ما هو إلا قنفذ ليل وأنقد ليل . ومن الأحاجي : ما أبيض شطرا ، أسود ظهرا ، يمشي قمطرا ، ويبول قطرا ؟ وهو القنفذ ، وقوله يمشي قمطرا ، أي : مجتمعا . والقنفذ : مسيل العرق من خلف أذني البعير ، قال ذو الرمة :


                                                          كأن بذفراها عنية مجرب [ ص: 205 ] لها وشل في قنفذ الليث ينتح

                                                          والقنفذ : المكان الذي ينبت نبتا ملتفا ، ومنه قنفذ الدراج ، وهو موضع . والقنفذة : الفأرة . وقنفذ البعير : ذفراه . والقنفذ : المكان المرتفع الكثير الشجر . وقنفذ الرمل : كثرة شجره ، قال أبو حنيفة : القنفذ يكون في الجلد بين القق والرمل ، وقال أبو خيرة : القنفذ من الرمل ما اجتمع وارتفع شيئا ، وقال بعضهم : قنفذه بفتح الفاء كثرة شجره وإشرافه ، ويقال للشجرة إذا كانت في وسط الرملة : القنفذة والقنفذ ، ويقال للموضع الذي دون القمحدوة من الرأس : القنفذة . والقنافذ : أجبل غير طوال ، وقيل : أجبل رمل ، وقال ثعلب : القنافذ نبك في الطريق ; وأنشد :


                                                          محلا كوعساء القنافذ ضاربا     به كنفا كالمخدر المتأجم

                                                          وقوله : محلا كوعساء القنافذ ، أي : موضعا لا يسلكه أحد ، أي : من أرادهم لا يصل إليهم ، كما لا يوصل إلى الأسد في موضعه يصف أنه طريق شاق وعر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية