الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 53 ] قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم [119]

                                                                                                                                                                                                                                        هذه القراءة البينة على الابتداء والخبر، وفيها وجهان آخران:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم بالتنوين ويحذف فيه، مثل: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا

                                                                                                                                                                                                                                        والوجه الآخر: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) بنصب (يوم).

                                                                                                                                                                                                                                        حكى إبراهيم بن حميد، عن محمد بن يزيد أن هذه القراءة لا تجوز؛ لأنه نصب خبر الابتداء.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : ولا يجوز فيه البناء.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال إبراهيم بن السري: هي جائزة، بمعنى: قال الله: هذا لعيسى يوم ينفع الصادقين صدقهم، أي: قاله يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال غيره: التقدير: قال الله - جل وعز -: هذه الأشياء تقع يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الكسائي والفراء : بني (يوم) ههنا على النصب؛ لأنه مضاف إلى غير اسم، كما تقول: مضى يومئذ، وأنشد الكسائي :


                                                                                                                                                                                                                                        129 - على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما تصح والشيب وازع



                                                                                                                                                                                                                                        ولا يجيز البصريون ما قالاه إذا أضفت الظرف إلى فعل مضارع، فإن كان ماضيا كان جيدا، كما مر في البيت، وإنما جاز أن يضاف إلى الفعل ظروف [ ص: 54 ] الزمان؛ لأن الفعل بمعنى المصدر.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : حقيقة الحكاية (أبدا) ظرف زمان.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية