الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 343 ] 696 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن أكل برجل مسلم ، أو اكتسى به ، أو قام به مقام سمعة

4485 - حدثنا علي بن معبد ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا ابن جريج قال : قال سليمان يعني ابن موسى : حدثنا وقاص بن ربيعة أن المستورد حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله عز وجل يطعمه مثلها من جهنم ، ومن اكتسى برجل [ ص: 344 ] مسلم ثوبا فإن الله تعالى يكسوه من جهنم مثله ، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة فإن الله يقوم به مقام سمعة يوم القيامة .

فتأملنا هذا الحديث ، فكان أحسن ما حضرنا فيه من قوله : " من أكل برجل أكلة فإن الله تعالى يطعمه من جهنم مثلها " أن ذلك على [ ص: 345 ] الرجل الذي يأكل بالرجل أموال الناس كالرجل يأخذ أموالهم ليسد بها فقره ، فيأخذها لنفسه ، فهو بذلك من أهل الوعيد المذكور في هذا الحديث ، وهو مثل معنى ما يقال : فلان يأكل بدينه ، وفلان يأكل بعلمه ، وكان معنى : " من اكتسى برجل مسلم " مثل هذا المعنى أيضا ، وكان معنى : " من قام برجل مسلم مقام سمعة " ، أي : من قام من أجله مقام سمعة ، لا لمعنى استحق به ذلك ، ولكن ليفضحه ، ويسمع به فيه ، كان من أهل الوعيد المذكور في هذا الحديث ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية