nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28976_32430_29434_31994_29706_29433لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار .
استئناف ابتدائي لإبطال ما عليه
النصارى ، يناسب الانتهاء من إبطال ما عليه
اليهود .
وقد مضى القول آنفا في نظير قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا ومن نسب إليه هذا القول من طوائف
النصارى .
والواو في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وقال المسيح ) واو الحال . والجملة حال من
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72الذين قالوا إن الله هو المسيح ، أي قالوا ذلك في حال نداء
المسيح لبني إسرائيل بأن الله ربه وربهم ، أي لا شبهة لهم ، فهم قالوا : إن الله اتحد
بالمسيح; في حال أن
المسيح الذي يزعمون أنهم آمنوا به والذي نسبوه إليه قد كذبهم ، لأن قوله : ربي وربكم يناقض قولهم : إن الله هو المسيح ، لأنه لا يكون إلا مربوبا ، وذلك مفاد قوله ( ربي ) ، ولأنه لا يكون مع الله إله آخر ، وذلك مفاد قوله وربكم ، ولذلك عقب بجملة إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة . فيجوز أن تكون هذه الجملة حكاية لكلام صدر من
عيسى عليه السلام فتكون تعليلا للأمر بعبادة الله . ووقوع ( إن ) في مثل هذا المقام تغني غناء فاء التفريع وتفيد التعليل . وفي حكايته تعريض بأن قولهم ذلك قد أوقعهم في الشرك وإن كانوا يظنون أنهم اجتنبوه حذرا من الوقوع فيما حذر منه
[ ص: 281 ] المسيح ، لأن الذين قالوا : إن الله هو المسيح . أرادوا الاتحاد بالله وأنه هو هو . وهذا قول اليعاقبة كما تقدم آنفا وفي سورة النساء . وذلك شرك لا محالة ، بل هو أشد ، لأنهم أشركوا مع الله غيره ومزجوه به فوقعوا في الشرك وإن راموا تجنب تعدد الآلهة ، فقد أبطل الله قولهم بشهادة كلام من نسبوا إليه الإلهية إبطالا تاما .
وإن كانت الجملة من كلام الله تعالى فهو تذييل لإثبات كفرهم وزيادة تنبيه على بطلان معتقدهم وتعريض بهم بأنهم قد أشركوا بالله من حيث أرادوا التوحيد .
والضمير المقترن بإن ضمير الشأن يدل على العناية بالخبر الوارد بعده . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72حرم الله عليه الجنة منعها منه ، أي من الكون فيها .
والمأوى : المكان الذي يأوي إليه الشيء ، أي يرجع إليه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وما للظالمين من أنصار يحتمل أيضا أن تكون من كلام المسيح عليه السلام على احتمال أن يكون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72إنه من يشرك بالله من كلامه ، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى تذييلا لكلام
المسيح على ذلك الاحتمال ، أو تذييلا لكلام الله تعالى على الاحتمال الآخر . والمراد بالظالمين المشركون إن الشرك لظلم عظيم ، أي ما للمشركين من أنصار ينصرونهم لينقذوهم من عذاب النار .
فالتقدير : ومأواه النار لا محالة ولا طمع له في التخلص منه بواسطة نصير ، فبالأحرى أن لا يتخلص بدون نصير .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28976_32430_29434_31994_29706_29433لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .
اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ لِإِبْطَالِ مَا عَلَيْهِ
النَّصَارَى ، يُنَاسِبُ الِانْتِهَاءَ مِنْ إِبْطَالِ مَا عَلَيْهِ
الْيَهُودُ .
وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ آنِفًا فِي نَظِيرِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَمَنْ نُسِبَ إِلَيْهِ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ طَوَائِفِ
النَّصَارَى .
وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وَقَالَ الْمَسِيحُ ) وَاوُ الْحَالِ . وَالْجُمْلَةُ حَالٌ مِنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ، أَيْ قَالُوا ذَلِكَ فِي حَالِ نِدَاءِ
الْمَسِيحِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ وَرَبُّهُمْ ، أَيْ لَا شُبْهَةَ لَهُمْ ، فَهُمْ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ اتَّحَدَ
بِالْمَسِيحِ; فِي حَالِ أَنَّ
الْمَسِيحَ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِهِ وَالَّذِي نَسَبُوهُ إِلَيْهِ قَدْ كَذَّبَهُمْ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ : رَبِّي وَرَبُّكُمْ يُنَاقِضُ قَوْلَهُمْ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مَرْبُوبًا ، وَذَلِكَ مُفَادُ قَوْلِهِ ( رَبِّي ) ، وَلِأَنَّهُ لَا يَكُونُ مَعَ اللَّهِ إِلَهٌ آخَرُ ، وَذَلِكَ مُفَادُ قَوْلِهِ وَرَبَّكُمْ ، وَلِذَلِكَ عَقَّبَ بِجُمْلَةِ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ . فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ حِكَايَةً لِكَلَامٍ صَدَرَ مِنْ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَتَكُونُ تَعْلِيلًا لِلْأَمْرِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ . وَوُقُوعُ ( إِنَّ ) فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ تُغْنِي غَنَاءَ فَاءِ التَّفْرِيعِ وَتُفِيدُ التَّعْلِيلَ . وَفِي حِكَايَتِهِ تَعْرِيضٌ بِأَنَّ قَوْلَهُمْ ذَلِكَ قَدْ أَوْقَعَهُمْ فِي الشِّرْكِ وَإِنْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُمُ اجْتَنَبُوهُ حَذَرًا مِنَ الْوُقُوعِ فِيمَا حَذَّرَ مِنْهُ
[ ص: 281 ] الْمَسِيحُ ، لِأَنَّ الَّذِينَ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ . أَرَادُوا الِاتِّحَادَ بِاللَّهِ وَأَنَّهُ هُوَ هُوَ . وَهَذَا قَوْلُ الْيَعَاقِبَةِ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا وَفِي سُورَةِ النِّسَاءِ . وَذَلِكَ شِرْكٌ لَا مَحَالَةَ ، بَلْ هُوَ أَشَدُّ ، لِأَنَّهُمْ أَشْرَكُوا مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ وَمَزَجُوهُ بِهِ فَوَقَعُوا فِي الشِّرْكِ وَإِنْ رَامُوا تَجَنُّبَ تَعَدُّدِ الْآلِهَةِ ، فَقَدْ أَبْطَلَ اللَّهُ قَوْلَهُمْ بِشَهَادَةِ كَلَامِ مَنْ نَسَبُوا إِلَيْهِ الْإِلَهِيَّةِ إِبْطَالًا تَامًّا .
وَإِنْ كَانَتِ الْجُمْلَةُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ تَذْيِيلٌ لِإِثْبَاتِ كُفْرِهِمْ وَزِيَادَةُ تَنْبِيهٍ عَلَى بُطْلَانِ مُعْتَقَدِهِمْ وَتَعْرِيضٌ بِهِمْ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا التَّوْحِيدَ .
وَالضَّمِيرُ الْمُقْتَرِنُ بِإِنَّ ضَمِيرُ الشَّأْنِ يَدُلُّ عَلَى الْعِنَايَةِ بِالْخَبَرِ الْوَارِدِ بَعْدَهُ . وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ مَنَعَهَا مِنْهُ ، أَيْ مِنَ الْكَوْنِ فِيهَا .
وَالْمَأْوَى : الْمَكَانُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ الشَّيْءُ ، أَيْ يَرْجِعُ إِلَيْهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ يُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ مِنْ كَلَامِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى احْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ كَلَامِهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى تَذْيِيلًا لِكَلَامِ
الْمَسِيحِ عَلَى ذَلِكَ الِاحْتِمَالِ ، أَوْ تَذْيِيلًا لِكَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الِاحْتِمَالِ الْآخَرِ . وَالْمُرَادُ بِالظَّالِمِينَ الْمُشْرِكُونَ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، أَيْ مَا لِلْمُشْرِكِينَ مِنْ أَنْصَارٍ يَنْصُرُونَهُمْ لِيُنْقِذُوهُمْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ .
فَالتَّقْدِيرُ : وَمَأْوَاهُ النَّارُ لَا مَحَالَةَ وَلَا طَمَعَ لَهُ فِي التَّخَلُّصِ مِنْهُ بِوَاسِطَةِ نَصِيرٍ ، فَبِالْأَحْرَى أَنْ لَا يَتَخَلَّصَ بِدُونِ نَصِيرٍ .