الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8099 ) مسألة ; قال : ( ولو حلف لا يزورهما ، أو لا يكلمهما ، فزار أو كلم أحدهما ، حنث ، إلا أن يكون أراد ألا يجتمع فعله بهما ) يمكن أن تكون هذه المسألة مبنية على من حلف أن لا يفعل شيئا ، ففعل بعضه ، فإن هذا حالف على كلام شخصين وزيارتهما ، فتكليمه أحدهما وزيارته فعل لبعض ما حلف عليه ، وقد مضى الكلام في هذا ، ويمكن أن يقال : تقدير يمينه : لا كلمت هذا ، ولا كلمت هذا . لأن المعطوف يقدر له بعد حرف العطف فعل وعامل ، مثل العامل الذي قبل المعطوف عليه ، فيصير كقوله سبحانه : { حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم } . أي : وحرمت عليكم بناتكم .

                                                                                                                                            فيصير كل واحد منهما محلوفا عليه منفردا ، فيحنث به ، فإن قصد ألا يجتمع فعله بهما ، لم يحنث إلا بذلك ; لأنه قصد بيمينه ما يحتمله ، فانصرف إليه ، وإن قصد ترك كلام كل واحد منهما منفردا ، حنث بفعله ; لأنه عقد يمينه على ترك ذلك . وإن قال : والله لا كلمت زيدا ولا عمرا . حنث بكلام كل واحد منهما ، بغير إشكال ; فإن هذا يقتضي ترك كلام كل واحد منهما منفردا ، قال الله تعالى : { ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا } . أي لا يملكون شيئا من ذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية