الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كرث

                                                          كرث : كرثه الأمر يكرثه ويكرثه كرثا وأكرثه : ساءه واشتد عليه وبلغ منه المشقة ; قال الأصمعي : ولا يقال كرثه ، وإنما يقال أكرثه ، على أن رؤبة قد قال :


                                                          وقد تجلى الكرب الكوارث



                                                          وفي حديث علي : في سكرة ملهثة ، وغمرة كارثة ; أي شديدة شاقة ، من كرثه الغم أي بلغ منه المشقة . ويقال : ما أكترث له أي ما أبالي به . وفي حديث قس : لم يخلنا سدى من بعد عيسى ، واكترث . يقال : ما أكترث به أي ما أبالي ، ولا يستعمل إلا في النفي ، وقد جاء هاهنا في الإثبات ، وهو شاذ . واكترث له : حزن . وامرأة كريث كارث وكل ما أثقلك ، فقد كرثك . الليث : يقال ما أكرثني هذا الأمر أي ما بلغ مني مشقة ، والفعل المجاوز : كرثته ، وقد اكترث هو اكتراثا ، وهذا فعل لازم . الأصمعي : كرثني الأمر وقرثني : إذا غمه وأثقله ، والكريثاء : ضرب من البسر يوصف به ويضاف ; عن أبي الحسن الأخفش . التهذيب : يقال بسر قريثاء وكريثاء لضرب من التمر معروف . والكراث : بقلة ; قال ابن سيده : الكراث والكراث ، الأخيرة عن كراع : ضرب من النبات ممتد ، أهدب ، إذا ترك خرج من وسطه طاقة فطارت ; قال ذو الرمة يصف فراخ النعام :


                                                          كأن أعناقها كراث سائقة     طارت لفائفها ، أو هيشر سلب



                                                          وقال أبو حنيفة : من العشب الكراث ، تطول قصبته الوسطى ، حتى تكون أطول من الرجل . التهذيب : الكراث بقلة . والكراث ، بفتح الكاف وتخفيف الراء : بقلة أخرى ، الواحدة كراثة ; قال أبو ذرة الهذلي :


                                                          إن حبيب بن اليمان قد نشب     في حصد من الكراث والكنب



                                                          قال : الكراث والكنب شجرتان :


                                                          إن ينتسب ، ينسب إلى عرق ورب     أهل خزومات وشحاج صخب

                                                          ،

                                                          وعازب أقلح ، فوه كالخرب



                                                          أراد بالعازب : مالا عزب عن أهله . أقلح : اصفرت أسنانه من الهرم . ابن سيده : الكراث ضرب من النبات ، واحدته كراثة ، وبه سمي الرجل كراثة . قال أبو حنيفة : الكراث شجرة جبلية ، لها خطرة ناعمة لينة ، إذا فدغت هريقت لبنا ، والناس يستمشون بلبنها ، قال : ويؤتى بالمجذوم حتى يتوسط به منبت الكراث فيقيم فيه ، ويخلط له بطعامه وشرابه ، فلا يلبث أن يبرأ من جذامه ، وتذهب قوته ، يعني قوة الجذام . قال : وقال الأزدي : لا أعرفه ينبت إلا بذي كشاء ; قال : ويزعمون أن جنية قالت من أراد الشفاء من كل داء فعليه بنبات البرقة من ذات كشاء . و الكراث : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية