الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كرش

                                                          كرش : الكرش لكل مجتر : بمنزلة المعدة للإنسان تؤنثها العرب ، وفيها لغتان : كرش وكرش مثل كبد وكبد ، وهي تفرغ في القطنة كأنها يد جراب ، تكون للأرنب واليربوع وتستعمل في الإنسان ، وهي مؤنثة ; قال رؤبة :


                                                          طلق ، إذا استكرش ذو التكرش أبلج صداف عن التحرش



                                                          وفي حديث الحسن : في كل ذات كرش شاة أي كل ما له من الصيد كرش كالظباء والأرانب إذا أصابه المحرم ففي فدائه شاة . وقول أبي المجيب ووصف أرضا جدبة فقال : اغبرت جادتها والتقى سرحها ورقت كرشها أي أكلت الشجر الخشن فضعفت عنه كرشها ورقت ، فاستعار الكرش للإبل ، والجمع أكراش وكروش . واستكرش الصبي والجدي : عظمت كرشه ، وقيل : المستكرش بعد الفطيم ، واستكراشه أن يشتد حنكه ويجفر بطنه ، وقيل : استكرش البهمة عظمت إنفحته عن ابن الأعرابي . التهذيب : يقال للصبي إذا عظم بطنه وأخذ في الأكل : قد استكرش ، قال : وأنكر بعضهم ذلك في الصبي فقال : يقال للصبي قد استجفر ، وإنما يقال استكرش الجدي ، وكل سخل يستكرش حين يعظم بطنه ويشتد أكله . واستكرشت الإنفحة ؛ لأن الكرش يسمى إنفحة ما لم يأكل الجدي ، فإذا أكل يسمى كرشا ، وقد استكرشت . وامرأة كرشاء : عظيمة البطن واسعته . وأتان كرشاء : ضخمة الخواصر . وكرش اللحم : طبخه في الكرش ; قال بعض الأغفال :


                                                          لو فجعا جيرتها ، فشلا     وسيقة فكرشا وملا

                                                          وقدم كرشاء : كثيرة اللحم . ودلو كرشاء : عظيمة . ويقال للدلو المنتفخة النواحي : كرشاء . ورجل أكرش : عظيم البطن ، وقيل : عظيم المال . والكرش : وعاء الطيب والثوب ، مؤنث أيضا . والكرش : الجماعة من الناس ; ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : الأنصار عيبتي وكرشي ، قيل : معناه أنهم جماعتي وصحابتي الذين أطلعهم على سري وأثق بهم وأعتمد عليهم . أبو زيد : يقال عليه كرش من الناس أي جماعة وقيل : أراد الأنصار مددي الذين أستمد بهم ؛ لأن الخف والظلف يستمد الجرة من كرشه ، وقيل : أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم في أموره ، واستعار الكرش والعيبة لذلك لأن المجتر يجمع علفه في كرشه ، والرجل يضع ثيابه في عيبته . ويقال : ما وجدت إلى ذلك الأمر فا كرش أي لم أجد إليه سبيلا . وعن اللحياني : لو وجدت إليه فا كرش وباب كرش وأدنى في كرش لأتيته يعني قدر ذلك من السبل ; ومثله قولهم : لو وجدت إليه فا سبيل عنه أيضا . الصحاح : وقول الرجل إذا كلفته أمرا : إن وجدت إلى ذلك فا كرش ، أصله أن رجلا فصل شاة فأدخلها في كرشها ليطبخها فقيل له : أدخل الرأس ، فقال : إن وجدت إلى ذلك فا كرش ، يعني إن وجدت إليه سبيلا . وفي حديث الحجاج : لو وجدت إلى دمك فا كرش لشربت البطحاء منك أي لو وجدت إلى دمك سبيلا ; قال : وأصله أن قوما طبخوا شاة في كرشها فضاق فم الكرش عن بعض الطعام ، فقالوا للطباخ : أدخله إن وجدت فا كرش . وكرش كل شيء : مجتمعه . وكرش القوم : معظمهم ، والجمع أكراش وكروش ; قال :


                                                          وأفأنا السبي من كل حي     فأقمنا كراكرا وكروشا



                                                          وقيل : الكروش والأكراش جمع لا واحد له . وتكرش القوم : تجمعوا . وكرش الرجل عياله من صغار ولده . يقال : عليه كرش منثورة أي صبيان صغار . وبينهم رحم كرشاء أي بعيدة . وتزوج المرأة فنثرت له كرشها وبطنها أي كثر ولدها له . وتكرش وجهه : تقبض جلده ، وفي نسخة : تكرش جلد وجهه ، وقد يقال ذلك في كل جلد ، وكرشه هو . ويقال : كرش الجلد يكرش كرشا إذا مسته النار فانزوى . قال شمر : استكرش تقبض وقطب وعبس . ابن بزرج : ثوب أكراش وثوب أكباش وهو من برود اليمن . قال أبو منصور : والمكرشة من طعام البادية أن يؤخذ اللحم فيهرم تهريما صغارا ، ويجعل فيه شحم مقطع ، ثم تقور قطعة كرش من كرش البعير ، ويغسل وينظف وجهه الذي لا فرث فيه ، ويجعل فيه تهريم اللحم والشحم وتجمع أطرافه ، ويخل عليه بخلال بعدما يوكأ على أطرافه ، وتحفر له إرة ويطرح فيها رضاف ويوقد عليها حتى تحمى وتصير نارا ، ثم ينحى الجمر عنها وتدفن المكرشة فيها ويجعل فوقها ملة حامية ، ثم يوقد فوقها بحطب جزل ثم تترك حتى تنضج فتخرج وقد طابت وصارت قطعة واحدة فتؤكل طيبة . يقال : كرشوا لنا تكريشا . والكرشاء : القدم التي كثر لحمها واستوى أخمصها وقصرت أصابعها . والكرش : من نبات الرياض والقيعان من أنجع المراتع للمال تسمن عليه الإبل والخيل ، ينبت في الشتاء ويهيج في الصيف . ابن سيده : الكرش والكرشة من عشب الربيع وهي نبتة [ ص: 51 ] لاصقة بالأرض بطيحاء الورق معرضة غبيراء ، ولا تكاد تنبت إلا في السهل وتنبت في الديار ولا تنفع في شيء ولا تعد إلا أنه يعرف رسمها . وقال أبو حنيفة : الكرش شجرة من الجنبة تنبت في أروم وترتفع نحو الذراع ، ولها ورقة مدورة حرشاء شديدة الخضرة وهي مرعى من الخلة . والكراش : ضرب من القردان ، وقيل : هو كالقمقام يلكع الناس ويكون في مبارك الإبل ، واحدته كراشة . وكرشان : بطن من مهرة بن حيدان . والكرشان : الأزد و عبد القيس . وكرشم : اسم رجل ، ميمه زائدة في أحد قولي يعقوب . وكرشاء بن المزدلف : عمر بن أبي ربيعة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية