الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: يعني بالعقوبة قبل العافية ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بالشر قبل الخير ، وهو قول رواه سعيد بن بشير.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: بالكفر قبل الإجابة. رواه القاسم بن يحيى. ويحتمل رابعا: بالقتال قبل الاسترشاد. وقد خلت من قبلهم المثلات فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: الأمثال التي ضربها الله تعالى لهم ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنها العقوبات التي مثل الله تعالى بها الأمم الماضية ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنها العقوبات المستأصلة التي لا تبقى معها باقية كعقوبات عاد وثمود حكاه ابن الأنباري والمثلات: جمع مثلة. وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: يغفر لهم ظلمهم السالف بتوبتهم في الآنف ، قاله القاسم بن يحيى.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يغفر لهم بعفوه عن تعجيل العذاب مع ظلمهم بتعجيل المعصية.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: يغفر لهم بالإنظار توقعا للتوبة. وإن ربك لشديد العقاب فروى سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية: لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد العيش ، ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد. (

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 96 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية