الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في لبس القباطي للنساء

                                                                      4116 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني قالا أخبرنا ابن وهب أخبرنا ابن لهيعة عن موسى بن جبير أن عبيد الله بن عباس حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية بن خليفة الكلبي أنه قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباطي فأعطاني منها قبطية فقال اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا وأعط الآخر امرأتك تختمر به فلما أدبر قال وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها قال أبو داود رواه يحيى بن أيوب فقال عباس بن عبيد الله بن عباس

                                                                      التالي السابق


                                                                      القباطي بفتح القاف وموحدة وكسر طاء مهملة وتحتية مشددة جمع قبطية وهي على ما في النهاية ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء كأنه منسوب إلى القبط وهم أهل مصر وضم القاف من تغيير النسب ، وهذا في الثياب ، فأما في الناس فقبطي بالكسر .

                                                                      وفي المصباح والقبطي ثوب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط انتهى .

                                                                      ( عن دحية ) : بكسر الدال المهملة ويفتح وبسكون الحاء المهملة فتحتية من كبار الصحابة شهد أحدا وما بعدها من المشاهد وهو الذي كان ينزل جبريل في صورته ، روى عنه نفر من التابعين ( أتي ) : بصيغة المجهول أي جيء ( بقباطي ) : غير منصرف كأماني ( فأعطاني منها قبطية ) : بضم القاف ويكسر ( اصدعها ) : بفتح الدال المهملة أي شقها ( صدعين ) : بفتح أوله مصدر وبكسره اسم ، والمعنى اقطعها نصفين ( تختمر به ) : أي بالآخر وهو مرفوع للاستئناف أو مجزوم جوابا .

                                                                      كذا قوله لا يصفها ( فلما أدبر ) : أي دحية ، ففيه التفات أو نقل بالمعنى ( وأمر ) : أمر من الأمر ( لا يصفها ) : أي لا ينعتها ولا يبين لون بشرتها لكون ذلك القبطي رقيقا .

                                                                      ولعل [ ص: 137 ] وجه تخصيصها بهذا اهتماما بحالها ولأنها قد تسامح في لبسها خلاف الرجل فإنه غالبا يلبس القميص فوق السراويل والإزار .

                                                                      قال المنذري : في إسناده عبد الله بن لهيعة ولا يحتج بحديثه ، وقد تابع ابن لهيعة على روايته هذه أبو العباس يحيى بن أيوب المصري وفيه مقال وقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري

                                                                      ( رواه يحيى بن أيوب ) : المصري عن موسى بن جبير ( فقال عباس بن عبيد الله بن عباس ) : أي مكان عبيد الله بن عباس .




                                                                      الخدمات العلمية