الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثالثة والخمسون :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا }

                                                                                                                                                                                                              قالت عائشة : هي المرأة تكون عند الرجل ليس بمستكثر منها أن يفارقها ، فيقول : أجعلك من شأني في حل ، فنزلت الآية . قال القاضي رضوان الله عليه وعلى الصديقة الطاهرة : لقد وفت ما حملها ربها من العهد في قوله : { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } . ولقد خرجت في ذلك عن العهد . { وهذا كان شأنها مع سودة بنت زمعة لما أسنت أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلقها فآثرت الكون مع زوجاته . فقالت له : امسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل صلى الله عليه وسلم وماتت وهي من أزواجه } .

                                                                                                                                                                                                              وقد صرح ابن أبي مليكة بذلك فقال : نزلت هذه الآية في عائشة . وفي هذه الآية [ ص: 634 ] رد على الرعن الذين يرون الرجل إذا أخذ شباب المرأة وأسنت لا ينبغي له أن يتبدل بها ، فالحمد لله الذي رفع حرجا وجعل من هذه الضيقة مخرجا .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية