الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنـزل الله على بشر من شيء ؛ [ ص: 271 ] معناه : ما عظموا الله حق عظمته؛ إذ جحدوا تنزيله؛ وذلك أن جماعة من اليهود - من منافقيهم - جاؤوا وهم يعاندون النبي - صلى الله عليه وسلم - يجادلونه؛ ويصدون عنه؛ وكان سمتهم سمة الأحبار؛ وكانوا يتنعمون؛ ولا يتعبدون؛ فأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن في التوراة أن الله - جل وعز - لا يحب الحبر السمين؛ فجحدوا التوراة؛ وقالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء؛ فقال الله - عز وجل - : قل من أنـزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ؛ يظهرون ما يحبون من ذلك؛ ويخفون كثيرا؛ وعلمتم ما لم تعلموا ؛ أي : علمتم على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم؛ قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ؛ يقال لكل من كان في عمل لا يجدي : " إنما أنت لاعب " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية