الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بوح ]

                                                          بوح : البوح : ظهور الشيء . وباح الشيء : ظهر . وباح به بوحا وبئوحا وبئوحة : أظهره . وباح ما كتمت ، وباح به صاحبه ، وباح بسره : أظهره . ورجل بئوح بما في صدره وبيحان وبيحان بما في صدره ، معاقبة وأصلها الواو . وفي الحديث : إلا أن يكون كفرا بواحا ، أي جهارا ، ويروى بالراء وقد تقدم . وأباحه سرا فباح به بوحا : أبثه إياه فلم يكتمه ; وفي الحديث : إلا أن يكون معصية بواحا أي جهارا . يقال : باح الشيء وأباحه إذا جهر به . وبوح : الشمس ، معرفة مؤنث ، سميت بذلك لظهورها ، وقيل : يوح ، بياء بنقطتين . وأبحتك الشيء : أحللته لك . وأباح الشيء أطلقه ، والمباح : خلاف المحظور . والإباحة : شبه النهبى . وقد استباحه أي انتهبه ، واستباحوهم أي استأصلوهم . وفي الحديث : حتى يقتل مقاتلتكم ، ويستبيح ذراريكم ، أي يسبيهم وبنيهم ويجعلهم له مباحا ، أي لا تبعة عليه فيهم ، يقال : أباحه يبيحه واستباحه يستبيحه ، قال عنترة :


                                                          حتى استباحوا آل عوف عنوة بالمشرفي ، وبالوشيج الذبل .



                                                          والباحة : باحة الدار ، وهي ساحتها . والباحة : عرصة الدار ، والجمع بوح ، وبحبوحة الدار ، منها ، ويقال : نحن في باحة الدار ، وهي أوسطها ; ولذلك قيل : تبحبح في المجد أي أنه في مجد واسع ، قال الأزهري : جعل الفراء التبحبح من الباحة ولم يجعله من المضاعف ، وفي الحديث : ليس للنساء من باحة الطريق شيء أي وسطه . وفي الحديث : نظفوا أفنيتكم ولا تدعوها كباحة اليهود . والباحة : النخل الكثير ، حكاه ابن الأعرابي عن أبي صارم البهدلي من بني بهدلة ; وأنشد :


                                                          أعطى فأعطاني يدا ودارا     وباحة خولها عقارا .



                                                          يدا : يعني جماعة قومه وأنصاره ، ونصب عقارا على البدل من باحة فتفهم . والبوح : الفرج ، وفي مثل العرب : ابنك ابن بوحك يشرب من صبوحك ، قيل : معناه الفرج ، وقيل : النفس ، يقال للوطء . وفي التهذيب : ابن بوحك أي ابن نفسك لا من يتبنى ، ابن الأعرابي : البوح النفس ; قال : ومعناه ابنك من ولدته لا من تبنيته . وقال غيره : بوح في هذا المثل جمع باحة الدار ، المعنى : ابنك من ولدته في باحة دارك ، لا من ولد في دار غيرك فتبنيته . ووقع القوم في دوكة وبوح أي في اختلاط في أمرهم . وباحهم : صرعهم . وتركهم بوحى أي صرعى ، عن ابن الأعرابي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية