الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في ترك القنوت

                                                                                                          402 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي قال قلت لأبي يا أبة إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب ها هنا بالكوفة نحوا من خمس سنين أكانوا يقنتون قال أي بني محدث قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أكثر أهل العلم وقال سفيان الثوري إن قنت في الفجر فحسن وإن لم يقنت فحسن واختار أن لا يقنت ولم ير ابن المبارك القنوت في الفجر قال أبو عيسى وأبو مالك الأشجعي اسمه سعد بن طارق بن أشيم حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي بهذا الإسناد نحوه بمعناه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبي مالك الأشجعي ) اسمه سعد بن طارق بن أشيم على وزن الأحمر ( قال ) أي أبو مالك الأشجعي ( قلت لأبي ) أي طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي ، قال مسلم : لم يرو عنه غير ابنه ( وأبي بكر وعمر وعثمان ) أي بالمدينة ( وعلي بن أبي طالب هاهنا بالكوفة ) أي صليت خلف علي هاهنا بالكوفة فهما ظرفان متعلقان بصليت خلف علي المحذوف . كذا في شرح أبي الطيب المدني ( نحوا من خمس سنين ) هذا أيضا متعلق بصليت خلف علي المحذوف ( أكانوا يقنتون ) وفي رواية ابن ماجه : أكانوا يقنتون في الفجر ( أي بني محدث ) وفي رواية النسائي : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقنت ، وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت ، وصليت خلف عمر فلم يقنت ، وصليت خلف عثمان فلم يقنت ، وصليت خلف علي فلم يقنت ، ثم قال يا بني إنها بدعة . والحديث يدل على عدم مشروعية القنوت ، وقد ذهب إلى ذلك أكثر أهل العلم كما حكاه المصنف ، واختلف النافون لمشروعيته هل يشرع في النوازل أم لا ، وقد تقدم أن القول الراجح هو أن القنوت مختص بالنوازل ، وأنه ينبغي عند نزول النازلة أن لا تخص به صلاة دون صلاة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وابن ماجه . قال الحافظ في التلخيص : إسناده حسن . وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في النيل وكلها ضعاف .

                                                                                                          قوله : ( والعمل عليه عند أكثر أهل العلم إلخ ) وحكاه العراقي عن أبي بكر وعمر وعلي [ ص: 363 ] وابن عباس وقال : قد صح عنهم القنوت : وإذا تعارض الإثبات والنفي قدم المثبت ، وحكاه عن أربعة من التابعين وعن أبي حنيفة وابن المبارك وأحمد وإسحاق ( وأبو مالك الأشجعياسمه سعد بن طارق بن أشيم ) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وفتح التحتانية الأشجعي الكوفي ثقة من الرابعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية