الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كها

                                                          كها : ناقة كهاة : سمينة ، وقيل : الكهاة الناقة العظيمة ؛ قال الشاعر :


                                                          إذا عرضت منها كهاة سمينة فلا تهد منها واتشق وتجبجب



                                                          وقيل : الكهاة الناقة الضخمة التي كادت تدخل في السن ؛ قال طرفة :


                                                          فمرت كهاة ذات خيف جلالة     عقيلة شيخ كالوبيل يلندد



                                                          وقيل : هي الواسعة جلد الأخلاف لا جمع لها من لفظها ، وقيل : ناقة كهاة عظيمة السنام جليلة عند أهلها . وفي الحديث : جاءت امرأة [ ص: 129 ] إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - فقالت في نفسي مسألة وأنا أكتهيك أن أشافهك بها أي أجلك وأعظمك وأحتشمك ، قال : فاكتبيها في بطاقة أي في رقعة ، ويقال في نطاقة ، والباء تبدل من النون في حروف كثيرة ، قال : وهذا من قولهم للجبان أكهى ، وقد كهي يكهى واكتهى ، لأن المحتشم تمنعه الهيبة عن الكلام . ورجل أكهى أي جبان ضعيف ، وقد كهي كهى ; وقال الشنفرى :


                                                          ولا جباء أكهى مرب بعرسه     يطالعها في شأنه : كيف يفعل
                                                          ؟

                                                          والأكهاء : النبلاء من الرجال ، قال : ويقال كاهاه إذا فاخره أيهما أعظم بدنا ، وهاكاه إذا استصغر عقله . وصخرة أكهى : اسم جبل . وأكهى : هضبة ; قال ابن هرمة :


                                                          كما أعيت على الراقين أكهى     تعيت لا مياه ولا فراغا

                                                          وقضى ابن سيده أن ألف كهاة ياء ، لأن الألف ياء أكثر منها واوا . أبو عمرو : أكهى الرجل إذا سخن أطراف أصابعه بنفسه ، وكان في الأصل أكه فقلبت إحدى الهاءين ياء ; وقول الشاعر :


                                                          وإن يك إنسا ما كها الإنس يفعل

                                                          يريد : ما هكذا الإنس تفعل ، فترك ذا وقدم الكاف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية