الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: قالت رسلهم أفي الله شك فيه وجهان: أحدهما: أفي توحيد الله شك؟ قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أفي طاعة الله شك؟ ويحتمل وجها ثالثا: أفي قدرة الله شك؟ لأنهم متفقون عليها ومختلفون فيما عداها. فاطر السماوات والأرض أي خالقهما ، لسهوهم عن قدرته. يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم أي يدعوكم إلى التوبة ليغفر ما تقدمها من معصية. وفي قوله تعالى: من ذنوبكم وجهان: أحدهما: أن من زائدة ، وتقديره ، ليغفر لكم ذنوبكم، قاله أبو عبيدة.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 126 ] الثاني: ليست زائدة ، ومعناه أن تكون المغفرة بدلا من ذنوبكم ، فخرجت مخرج البدل. ويؤخركم إلى أجل مسمى يعني إلى الموت فلا يعذبكم في الدنيا. قوله عز وجل: قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم يحتمل وجهين: أحدهما: أن ينكر قومهم أن يكونوا مثلهم وهم رسل الله إليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن يكون قومهم سألوهم معجزات اقترحوها. وفي قوله تعالى: ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ثلاثة أوجه: أحدها: بالنبوة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بالتوفيق والهداية.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: بتلاوة القرآن وفهم ما فيه ، قاله سهل بن عبد الله. وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بكتاب.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بحجة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: بمعجزة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية