الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا (200):

قضاء المناسك أداؤها على التمام مثل قوله تعالى:

فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا .

وقال صلى الله عليه وسلم: "فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا"

يعني: فافعلوا على تمام.

وقوله تعالى: فاذكروا الله كذكركم آباءكم : فيه معنيان محتملان:

أحدهما: الأذكار المفعولة في خلال المناسك كقوله:

إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن .

وهو مأمور به قبل الطلاق على مجرى قولهم: إذا حججت فطف بالبيت، وإذا صليت فتوضأ، وإذا أحرمت فاغتسل.

قوله تعالى: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله ، [ ص: 120 ] يجوز أن يريد به الأذكار المسنونة بعرفات والمزدلفة، وعند الرمي والطواف، وقد قيل فيه: إن أهل الجاهلية، كانوا يقفون عند قضاء المناسك، ذاكرين مآثرهم ومفاخرهم، فأبدلهم الله تعالى ذلك بذكره والثناء عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم:

"إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظيمها للآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، ثم تلا:

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى إلى قوله: عليم خبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية