الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وإذا جاءتهم آية ؛ هذه الهاء والميم تعودان على الأكابر الذين جرى ذكرهم؛ لأنهم [ ص: 289 ] قالوا : لن نؤمن حتى نعطى من الآيات مثل ما أعطي الأنبياء؛ وأعلم الله - عز وجل - أنه أعلم من يصلح؛ فقال - جل وعز - : ولقد اخترناهم على علم على العالمين ؛ وقوله : الله أعلم حيث يجعل رسالته ؛ أي : هو أعلم بمن يختص للرسالة؛ وقال بعضهم : لا يبلغ في تصديق الرسل إلا أن يكونوا قبل مبعثهم مطاعين في قومهم؛ لأن الطعن كان يتسع عليهم؛ ويقال : إنما كانوا أكابر ورؤساء؛ فاتبعوا؛ سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله ؛ أي : هم وإن كانوا أكابر في الدنيا؛ سيصيبهم صغار عند الله؛ أي : مذلة؛ و " عند " ؛ متصلة بـ " سيصيبهم عند الله صغار " ؛ وجائز أن تكون " عند " ؛ متصلة بـ " صغار " ؛ فيكون المعنى : " سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت لهم عند الله " ؛ ولا تصلح أن تكون " من " ؛ محذوفة من " عند " ؛ إنما المحذوف في " من عند " ؛ في المعنى؛ إذا قلت : " زيد عند عمرو " ؛ والمعنى : " زيد في حضرة عمرو " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية