الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
317 - باب من قدم إلى ضيفه طعاما فقام يصلي

747 - حدثنا أبو معمر قال : حدثنا عبد الوارث قال : حدثني الجريري قال : حدثنا أبو العلاء بن عبد الله ، عن نعيم بن قعنب قال : أتيت أبا ذر ، فلم أوافقه ، فقلت لامرأته : أين أبو ذر ؟ قالت : [ ص: 397 ] يمتهن ، سيأتيك الآن ، فجلست له ، فجاء ومعه بعيران ، قد قطر أحدهما بعجز الآخر ، في عنق كل واحد منهما قربة ، فوضعهما ، ثم جاء .

فقلت : يا أبا ذر ! ما من رجل كنت ألقاه كان أحب إلي لقيا منك ، ولا أبغض إلي لقيا منك! قال : لله أبوك ، وما جمع هذا ؟ قال : إني كنت وأدت موؤودة في الجاهلية أرهب إن لقيتك أن تقول : لا توبة لك ، لا مخرج لك، وكنت أرجو أن تقول : لك توبة ومخرج . قال : أفي الجاهلية أصبت ؟

قلت : نعم . قال : عفا الله عما سلف ، وقال لامرأته : آتينا بطعام ، فأبت ، ثم أمرها فأبت ، حتى ارتفعت أصواتهما . قال : إيه! فإنكن لا تعدون ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما قال رسول الله فيهن ؟ قال : " إن المرأة ضلع ، وإنك إن تريد أن تقيمها تكسرها ، وإن تداريها فإن فيها أودا وضلعة " . [ ص: 398 ] فولت ، فجاءت بثريدة كأنها قطاة فقال : كل ولا أهولنك ، فإني صائم ، ثم قام يصلي ، فجعل يهذب الركوع ، ثم انفتل فأكل .

فقلت : إنا لله ، ما كنت أخاف أن تكذبني! قال : لله أبوك ، ما كذبت منذ لقيتني ، قلت : ألم تخبرني أنك صائم ؟ قال : بلى ، إني صمت من هذا الشهر ثلاثة أيام فكتب لي أجره ، وحل لي الطعام.

التالي السابق


الخدمات العلمية