الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون

                                                                                                                                                                                                                                      82 - لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود هو مفعول ثان لتجدن، و "عداوة" تمييز والذين أشركوا عطف عليهم ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى اللام تتعلق بعداوة ومودة. وصف اليهود بشدة الشكيمة، والنصارى بلين العريكة. وجل اليهود قرناء المشركين في شدة العداوة للمؤمنين، ونبه على تقدم قدمهم فيها بتقديمهم على المشركين ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا أي: علماء وعبادا وأنهم لا يستكبرون علل سهولة مأخذ النصارى، وقرب مودتهم للمؤمنين، بأن منهم قسيسين ورهبانا، وأن فيهم تواضعا واستكانة، واليهود على خلاف ذلك، وفيه دليل على أن العلم أنفع شيء، وأهداه إلى الخير، وإن كان علم القسيسين، وكذا علم الآخرة وإن كان في راهب، والبراءة من الكبر وإن كانت في نصراني.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 469 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية