الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه

                                                                                                          3858 حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تمس النار مسلما رآني أو رأى من رآني قال طلحة فقد رأيت جابر بن عبد الله وقال موسى وقد رأيت طلحة قال يحيى وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجو الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري وروى علي بن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : " لا تمس النار مسلما رآني ، أو رأى من رآني " قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في ترجمة المشكاة ما معربه : خصص هذا الحديث هذه البشارة بالصحابة والتابعين اتفاقا منهم ، ولا يختص به العشرة المبشرة ولا من بشرهم بدخول الجنة من غيرهم بل يشمل جميع المؤمنين ، والمسلمين ، ولكن الصحابي والتابعي ، والمسلم هو من مات على الإسلام ، وهذا الخبر لا يعلم إلا من بيان المخبر الصادق وتبشيره به ، ومن هذه الجهة خصصت جماعة يقال لها : المبشرة ويمكن أن يكون هذه إشارة إلى الموت على الإيمان كما في حديث آخر : من زار قبري وجبت له الجنة . انتهى ، قال صاحب الدين الخالص بعد نقل كلام الشيخ : هذا ظاهر الحديث تخصيص الصحابة والتابعين بهذه [ ص: 244 ] البشارة وليس في لفظه ما يدل على شمول سائر المسلمين إلى يوم الدين بل قصر تبع التابعين عن الدخول فيه ، والحديث أفاد أن البشارة خاصة بمن رأى الصحابي فمن لم يره وكان في زمنه فالحديث لا يشمله . انتهى . قلت : الأمر كما قال صاحب الدين الخالص ( قال طلحة ) أي : ابن خراش ( وقال موسى ) أي : ابن إبراهيم بن كثير الأنصاري وهو من أوساط أتباع التابعين ( قال يحيى ) أي : ابن حبيب بن عربي البصري وهو من كبار الآخذين عن تبع الأتباع ممن لم يلق التابعين ( وقد رأيتني ) بصيغة الخطاب ( ونحن نرجو الله ) أي : أن يدخلنا في هذه البشارة ، والظاهر أن موسى بن إبراهيم لا يخصص هذه البشارة بالصحابة والتابعين -رضي الله عنهم . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الضياء ( عن موسى ) أي : ابن إبراهيم بن كثير .




                                                                                                          الخدمات العلمية