الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين

                                                                                                                                                                                                                                      87 - يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ما طاب، ولذ من الحلال، ومعنى لا تحرموا: لا تمنعوها أنفسكم كمنع التحريم، أو لا تقولوا: حرمناها على أنفسنا، مبالغة منكم في العزم على تركها تزهدا [ ص: 471 ] منكم، وتقشفا. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الدجاج والفالوذ، وكان يعجبه الحلواء والعسل، وقال: "إن المؤمن حلو يحب الحلاوة" وعن الحسن: أنه دعي إلى طعام ومعه فرقد السنجي وأصحابه، فقعدوا على المائدة وعليها الألوان من الدجاج المسمن والفالوذ وغير ذلك، فاعتزل فرقد ناحية، فسأل الحسن: أهو صائم؟ قالوا: لا ولكنه يكره هذه الألوان، فأقبل الحسن عليه وقال: يا فريقد، أترى لعاب النحل بلباب البر بخالص السمن يعيبه مسلم؟ وعنه: أنه قيل له: فلان لا يأكل الفالوذ، ويقول: لا أؤدي شكره، فقال: أفيشرب الماء البارد؟ قالوا: نعم، قال: إنه جاهل أن نعمة الله عليه في الماء البارد أكبر من نعمته عليه في الفالوذ ولا تعتدوا ولا تجاوزوا الحد الذي حد عليكم في تحليل أو تحريم، أو ولا تتعدوا حدود ما أحل لكم إلى ما حرم عليكم، أو ولا تسرفوا في تناول الطيبات إن الله لا يحب المعتدين حدوده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية